بدأت خلال الأيام الماضية عمليات تفعيل دوريات أمن الطرق على طريق الرين بيشة الذي يعد الرابط الأفضل لمن يريدون السفر للمنطقة الجنوبية من الرياض وما حولها إذ يوفر ما يزيد على 200 كيلو متر.
هذا الطريق الذي يحتاج مزيدا من الاهتمام، سيكون أكثر أمنا وجذبا للاستثمار الذي يسهل عملية السفر حيث يبحث المسافر عن الخدمات والأمن وهما العنصران المهمان في قرارات السفر عن طريق البر.
الإجراء على الرغم من كونه أمنيا بحتا إلا أنه يسهم في إعمار المناطق الواقعة على الطريق، وهذا أمر مهم يأتي مع الربط الجغرافي حيث يمكن توفير خدمات إضافية سواء في مجال التعليم أو الصحة لمن يقطنون المناطق النائية الموجودة على جانبي الطريق.
الفكرة المهمة التي لابد من العناية بها هي توازن التنمية، وهذا الأمر لا يخدمه سوى إيجاد وسائل العيش الكريم لمن يسكنون المناطق البعيدة عن المراكز وهذا من ضمن اهتمامات الدولة التي لاحظناها في نشر الجامعات والمستشفيات وكذا المطارات والطرق البرية. يمكن أن نضيف هنا تجربة مهمة بإضافة السكك الحديدية التي تبنى عليها في واقع الأمر كثير من الخدمات وتسهم في نشر التنمية بشكل أوسع كونها تسمح للموظف بالحضور للعمل حتى من مناطق بعيدة.
هناك مدن يدخلها ما يعادل نصف تعدادها من خارجها لغرض العمل مثل لندن ونيويورك، هذا يعتمد على توافر وسيلة النقل العام السريعة بسعر معقول. المهم في هذا المبدأ هو أنه يضمن استمرار ارتباط الشخص ببيئته وأسرته حتى وإن كانت بعيدة عن مقر عمله.
هنا نتوقف قليلاً لمراقبة الإحصائيات التي تتحدث عن الضغط السكاني المستمر على المراكز والمدن الكبرى واستمرار هجرة السكان إليها، وهذا أمر من اهتمامات مخططي البلاد بما يضمن إيقاف الهجرة لهذه المدن، واستعادة التوزيع السكاني السليم، ونشر الخدمات التي ستكون بالتأكيد أفضل عندما يتم تنفيذها في المناطق البعيدة.
عندما نربط هذه الأمور بنسب توزيع المساكن من قبل وزارة الإسكان وترتيب المستحقين حيث تعطى الأولوية للمناطق البعيدة عن المراكز، نكون قد أسهمنا فعلا في توفير البيئة المناسبة للسكان للبقاء في المناطق البعيدة وإعمارها وتسريع وصول الخدمات إليها.
لهذا نقول إن الإجراء ليس أمنيا بحتا، لكنه بداية يجب أن تتجاوب معها جميع الجهات التي تعمل على خدمة المواطن ورفاهيته بغض النظر عن موقعه.