الاقسام: عقار

من نشاط العقار إلى صناعته

مازن السديري

بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بما يخص ضريبة الأراضي البيضاء، علق وزير الإسكان عبر قناة الإخبارية أن التشريعات الجديدة تستهدف الوضوح والعدالة خصوصاً في تطبيق الرسوم وتنفي أن يترتب على تطبيق هذا النظام خروج بعض رؤوس الأموال المستثمرة في السوق العقارية متوقعاً عودة رؤوس الأموال.. وفعلاً هذا هو المطلوب.

العقار ليس سوقاً منفصلة، بل هو جزء أصيل من أي نشاط اقتصادي مثل القروض المالية، بدليل أن الدول إذا حاولت تنشيط الاستثمار بها سهّلت التمويل المالي، ومنحت الأراضي بشكل تشجيعي عبر نظام الإجارة وغيره من وسائل التشجيع، وانهياره دليل على الانهيار الاقتصادي، والعكس صحيح، ولكن القاعدة تشذ في بعض الاقتصاديات، أذكّر بهذه النقاط لكي لا تُنسى في ظل مشكلة الإسكان التي تسعى الدولة في حلها – والتي أتمنى أن يتغير اسمها من وزارة الإسكان إلى وزارة العقارات – لكن أيضاً علينا عدم نسيان أن النشاط العقاري يجب أن يتحول إلى صناعة تزيد من مشاركة القطاع الخاص، وتزيد من تنوّع الخدمات بشكل كمي ونوعي في ظل الموارد المحدودة من قوة شرائية وأراضٍ ومواد بناء وغيرها.

يتحدث البعض أن الدولة بيدها الحل، من وجهة نظري نعم، ولكن كمشرّع وليس كمنفّذ، حتى لو فرضنا أن الدولة نفّذت مشروع الخمس مئة ألف وحدة سكنية اليوم، للمعلومية نحن السعوديين نتزايد بمعدل أكثر من أربع مئة ألف نسمة سنوياً، فماذا سوف نفعل لهم؟ فلن يضمن حقوق الأجيال القادمة سوى وجود (صناعة عقارية) واضحة ودقيقة تقوم على يد القطاع الخاص من مختلف النواحي والأدوار، وقدرة القطاع الخاص على تنويع وتطوير المنتجات باختلاف الدخل والقدرات والأماكن.

النظر للدولة بأنها مقدم الخدمات فهي المقاول والطبيب والمعلم خلقت هذه الثقافة لدينا وأضعفت دور القطاع الخاص، يكفي أن أقول إن 62.5% من القوة العاملة بالمملكة تعمل لدى الدولة، والمتوسط العالمي هو 20% للدول المتقدمة، حتى بعض الدول النامية نسبتها أفضل من المملكة مثل مصر ولبنان 30% و18%، والسبب ضعف القطاع الخاص بسبب عدم إعطائه فرصاً أكثر في تنمية اقتصادنا، وهذه ثقافة جديدة سوف تواجه مقاومة رفض في البداية، وهذا طبيعي، وهو ما يفسر الحملة التي شنّت ضد معالي الوزير، لكن علينا ألا ننسى أن الإصلاحات الكبرى كيف ووجهت في البداية بالرفض والاستنكار، وكيف قذفت (عربة تاتشر في بريطانيا بالطماطم الفاسدة) واليوم النمو البريطاني بخلاف أوروبا الغربية هو بفضل إصلاحاتها التي تحولت إلى ثقافة.

أتمنى أن تنجح دولتنا الكريمة في حل مشكلة الإسكان لكل مواطن، وأن يوعّى الجميع بأن القطاع الخاص هو شركات وليس تجاراً، وأنه خلق وظائف للمجتمع، وليس تكديس ثروات للأقلية، وأن القطاع الخاص هو تنوّع المنتجات باختلاف الأسواق والعملاء وليس رفع الأسعار عندما تتحول الأنشطة إلى صناعات مثل النشاط العقاري.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 25 نوفمبر 2015 10:21 ص

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020