مع قدوم موسم الشتاء يتحين الناس أشياء عديدة أجملها الرحلات و(الكشتات) البرية، وأسوأها غرق الأحياء والشوارع والأنفاق والسيارات كما يحدث عادة كل سنة، مع مراعاة الفرق في حجم الكوارث بين مدينة وأخرى ومكان وآخر. أمناء الأمانات الكبرى ورؤساء البلديات الصغرى يعلمون، كما نعلم، موسم الأمطار ومواعيد خفتها وغزارتها، ومع ذلك لا يحركون ساكنا في وقت مناسب قبل حلول هذا الموسم.
سنوات عديدة مرت ونفس الأحياء والشوارع والأنفاق تغرق دون أن يكون هناك حلول جذرية لغرقها كل موسم. والأغرب، أو الأدهى والأمر، أن مشاريع جديدة تنشأ ثم نفاجأ، حين ينزل المطر، أنها تلحق سابقاتها في سوء التنفيذ وسوء الحظ في مواسم الشتاء.
هذا يعني بصراحة أحد أمرين هما فساد المسؤول أو استهتار المقاول المنفذ لمشاريع الطرق والجسور والأنفاق ومناسيب المياه. واستهتار المقاول يعني بالنتيجة أن المسؤول أو المراقب المهندس المشرف على المشروع لم يقم بواجبه على الوجه الأكمل بحسب ما رسمته الخرائط الورقية التي لا يتطابق ما فيها مع الواقع.
الآن ونحن على وشك استقبال الأمطار، وما تعد به هذه السنة من سيول غزيرة، كيف حالنا وحال مشروعاتنا لمنع الغرق والإضرار بمصالح الناس وممتلكاتهم.؟!
هل الأمانات والبلديات وكل المعنيين بهذا الأمر جاهزون لهذا الموسم بحلول حقيقية وليس حلولا ترقيعية.؟! السؤال قائم والجواب لن نأخذه من أحد. الأمطار المنتظرة هي التي ستصدق أو تكذب الغطاس.