الخاطرة الأولى، تحاكي حلقة من برنامج خواطر الذي بث الجمعة الماضي وجاء فيه مقترحات من مقدم البرنامج توضح أنواع ووسائل متعددة للاستثمار والتي يمكن أن تجلب دخلاً لمن يرغب، وهي نوع من الاستثمارات الصغيرة ذات العوائد المقبولة والتي لا تكلف صاحبها كثيراً وما يهمني في الحلقة الجزء الخاص بتأجير العقار حيث ظهر في بريطانيا أسلوب جديد لتأجير المواقف الخاصة بالبيوت مقابل أسعار محددة يمكن تطبيقها عن طريق أجهزة الاتصال الحديثة وشراؤها مباشرة وتحديد الموقع والمدة.
بالإضافة الى أنها فكرة استثمارية جميلة كما أنها تنفع كثيراً في بلادنا وخصوصاً في المدن التي تكتظ بالمركبات في الشوارع الرئيسية وحتى داخل الأحياء فالمدارس والمطاعم والأسواق وشركات التأجير تسبب الكثير من الإرباك وتقفل الطرق بسببها وهو هاجس يؤرق الكثيرين ممن يرتادون هذه الطرق أو يسكنون بجوارها، وفي مثل هذا الشهر الفضيل تزداد الحركة مساء وصباحاً وقد يضطر المرور الى إيقاف بعض سياراته لمنع تكدس السيارات وتعطيل حركة المرور.
ويبقى أساس المشكلة في سوء التنظيم والعشوائية في منح التراخيص من قبل الأمانات لمحلات ومؤسسات حكومية وخاصة ومدارس ومطاعم وبنوك لا توفر المواقف الكافية لمرتاديها ومن هنا تنشأ المشكلة، ولعل فكرة تأجير المواقف التي حضرت في حلقة خواطر تجد طريقها إلينا على الأقل عندما يقف متطفل أو مستهتر أمام بوابة منزل أو محل ويذهب للغداء أو لمراجعة دائرة حكومية أو قطاع خاص.
الخاطرة الثانية، تخص سوقنا العقاري هذه الأيام وكثرة الأسئلة حول وضع السوق خلال الفترة المقبلة وهل سيظل راكداً، ومعها الكثير من الأصوات التي تقدم آراءً متباينة لأناس بحاجة للمعلومة الدقيقة وقد يبنى عليها قرار شراء او استثمار أو العكس ويتضح عدم صحتها بعد حين.
لم تعد أزمتنا أزمة إسكان فقط، بل يضاف لها أزمة فكر متخصص ومعلومة دقيقة لا تتوفر، وقد تتحكم بالناس وتوجههم وتؤثر على قراراتهم المصيرية وهذا بدوره ساهم في إرباك السوق.
الخاطرة الأخيرة في أسلوب النقد السائد حيث يصل في أحيان كثيرة إلى التجريح والسب العلني لشخص او لقطاع معين مما يؤكد على ان أزمتنا تشعبت ولم تعد منحصرة في مشكلة واحدة إسكان أو صحة أو تعليم أو تقديم خدمات، وإنما بدأنا نرى الكثير من التجاوزات ضد أشخاص وكيانات بشكل فج. وبعض من يتفوه بها تجده قد غض الطرف عن نقد أناس كانوا سبباً في الأزمات لأنهم ذوو مرتبة عليا أو أصحاب نفوذ.
النقد البناء والتوجيه وتوضيح مكامن الخطأ دون تجاوز هو المطلوب مع التركيز على الفكرة وليس الأشخاص، هنا وجب علينا إيصال أصواتنا بشكل مباشر وبأدب بعيداً عن الإثارة والبحث عن الشهرة أو الحصول على مكاسب أو منافع شخصية.