ذكرت وكالة بلومبيرج أن عدد العقارات الفاخرة المطروحة للبيع في بريطانيا هبط بحوالي %25 منذ الاستفتاء، مع انهيار قيمة المنازل في لندن قبل الاستفتاء بعد أن انخفضت الأسعار في شهر مايو بأكثر من %1.4 في أكبر خسارة شهرية منذ يونيو 2011 .
وأدى خروج بريطانيا من الاتحاد إلى انخفاض أسعار العقارات الفاخرة والأثرية، مثل الحصون والقلاع والأبراج الاسكتلندية، كقلعة كريجكروك التى تقع على مساحة 4.4 فدان وتبعد 3 أميال فقط عن وسط مدينة إدينبرج وطرحت هذا الشهر للبيع لأول مرة منذ 300 عام بمبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني (8 ملايين دولار)، وبرج ليثيندى بمقاطعة بيرتشاير ويرجع تاريخه إلى عام حوالى 1570 ويبلغ ثمنه 4.6 مليون جنيه إسترليني (6.1 مليون دولار ).
وأكد المعهد الملكي للمساحين القانونيين RICS أن مقياس التغيرات في أسعار المنازل الفاخرة في لندن تراجع في شهر يونيو الماضي إلى أدنى مستوى منذ بداية عام 2009 عندما بلغت الأزمة المالية العالمية ذروتها، لدرجة أن المنازل التي يتراوح سعرها بين مليون و1.5 مليون جنيه إسترليني لم يتقدم أحد لشرائها خلال الفترة التي أعقبت الاستفتاء .
وكانت صناديق العقارات البريطانية قد جمدت الأسبوع الماضي عمليات انسحاب المستثمرين الذين يحاولون بيع ممتلكاتهم العقارية، للتراجع تدريجيا من هذا القطاع الذى انخفضت قيمته بحوالي %17 منذ 24 يونيو حتى نهاية الأسبوع الماضي .
وجاء في بيان لمعهد الإحصاءات الوطنية البريطانية أن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي سبّب مخاوف من الركود وحالة من الغموض الشديد حول مستقبل العلاقات التجارية البريطانية، مما أدى إلى هبوط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ منتصف الثمانينيات، لاسيما أن معهد RICS يتوقع انخفاض مبيعات العقارات خلال الـ3 شهور الماضية إلى أدنى مستوى منذ 28 عاما .
وتتوقع شركة إيموبيليان أنلاجين النمساوية انتعاش أسعار العقارات التجارية في فرانكفورت إلى مستويات قياسية قبل نهاية هذا العام، بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد، كما يؤكد فرانك نيكيل، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من فيينا مقرا لها، وصاحبة أكبر مشروعات عقارية في فرانكفورت مثل مول سكاي لاين بلازا
وفي مسح لمؤسسة إرنست آند يونج البريطانية، نشر الأسبوع الماضي، أن البنوك التي لها أنشطة في لندن ستنتقل أو على الأقل ستنقل بعض العاملين فيها إلى مدن أوروبية رئيسية مثل فرانكفورت، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار العقارات واستئجارها والاستثمار فيها، لتصبح المدينة الألمانية أكبر مستفيد من الانسحاب البريطاني .
وأكد المسح الذى شارك فيه 555 من الخبراء في السوق الألمانية، أن أكثر من %70 منهم يرون أن فرانكفورت ستصبح أكبر مركز مالي في أوروبا، بينما اختار %13 دبلن، و%6 باريس، غير أن %40 لم يتمكنوا من تقييم تأثير خروج بريطانيا على الأسواق المالية
وتتوقع مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبر الأمريكية لأبحاث الأسواق العالمية اختفاء 100 ألف وظيف في قطاع الخدمات المالية من لندن بحلول عام 2020 وانتقالها إلى مدن أوروبية، وهذا يعنى أن الطلب على الوحدات الإدارية الجديدة والمكاتب سيرتفع إلى حوالى مليون متر مربع.