هذا سؤال أطرحه افتراضيًا على كل مهندس يملك الحق في الترخيص لمشاريع عقارية، أو يفسح مخططات سكنية وتجارية، أقل ما يقال عنها، انها مخططات تم سلقها كما تسلق الأكلات السريعة، كما أنه سؤال أطرحه أيضا على الكثير من مكاتبنا الهندسية، التي قدمت لنا نماذج سيئة من التصاميم البالية، الفاقدة لأدنى معايير الجودة والجمال العمراني، فغدت مدننا مملة ومكررة.
يقول أحد أصحاب المكاتب الهندسية إن السبب وراء ذلك، هو أن الناس لا تريد أن تدفع أكثر، فتختار نماذج قديمة ومكررة لتقدمها للبلدية كي تحصل على الترخيص بأقل ثمن ممكن. ورغم أن هذا الكلام تكرر كثيرًا، إلا أنني أعتقد أنه عذر غير مقبول، إذ كيف يمكن لدول مجاورة قوتها الشرائية أقل من قوتنا الشرائية بمراحل، أن تقدم نماذج عمرانية متميزة تزين شوارعها، وتضيف لمدنها الشيء الكثير، بينما تبقى مبانينا أشبه بعلب الكبريت المتشابهة!!؟.
أصحاب معظم المكاتب الهندسية، يتعاقدون مع مهندسين عرب، لا يملكون الخبرة الكافية، ولم يشاركوا في تصميم مشاريع ذات قيمة، ناهيك عن أن مدنهم في معظمها ليس فيها المباني أو الأبراج التي يشار إليها بالبنان، فكيف نتوقع أن يقدم مثل هؤلاء تصاميم تضيف لمدننا وتساهم في تجميلها.. أليس فاقد الشيء لا يعطيه!؟.
من وجهة نظري، تتحمل تلك المكاتب نصف المشكلة، بينما تتحمل البلديات والأمانات النصف الآخر؛ لأنها تجيز تلك التصاميم وترخصها وكأن الأمر لا يعنيها.
لقد اقترحت قبل ثلاث سنوات في أحد مقالاتي، بأن تخصص كل مدينة جائزة سنوية لأفضل تصميم يتم تنفيذه فيها، على أن يمنح المكتب الذي قام بالتصميم، شهادة شكر وتقدير باسم البلدية وأهل المدينة، وفق معايير دقيقة لا تخضع للاجتهاد الشخصي، بعد أن مللنا من هذه الكراتين التي باتت تشوه مدننا، واليوم أعيد طرح الاقتراح لعله يخرجنا من هذه البلادة الهندسية.