من المعلوم أن التأثيرات السلبية المحتملة على صحة الإنسان والبيئة من وجود محطات توليد الكهرباء وخطوط نقل الضغط العالي داخل المناطق السكنية كبيرة جداً، حيث تعتمد محطات توليد الكهرباء عادة على المواد الخام البترولية في توليد الكهرباء وتعتبر هذه المواد من أهم مصادر تلوث الهواء نتيجة للغازات التي تنبعث منها مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وغيرها من الأكاسيد، والتي قد ينجم عنها تجاوز لتراكيز هذه الغازات عن الحدود المسموح بها وهي التي قد تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض مثل الربو، والالتهابات الرئوية، وانسداد الأوعية الدموية، وغيرها.
كما أن مسارات خطوط نقل الضغط العالي المارة بالمناطق السكنية قد ينجم عنها عدداً من المخاطر والآثار السلبية التي تؤثر على صحة الإنسان ومنها الاشعاعات الكهرومغناطيسية التي قد تتسبب في ظهور الأورام السرطانية أو الصداع المزمن أو زيادة الحساسية بالجلد أو اضطرابات القلب.
يثير الاستغراب حقاً وجود بعض محطات توليد الكهرباء داخل الأحياء السكنية ومنها محطة توليد الكهرباء الخامسة في شمال الرياض التي تقع بين أرقى الأحياء الشمالية بالمدينة والمكتظة بالسكان عند تقاطع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول مع طريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن.
لست أدري ماهي نوع المعالجات التي تقوم بها الشركة السعودية للكهرباء للتقليل من حجم تأثير الانبعاثات الناجمة عن هذه المحطة على صحة الإنسان والبيئة وأثق بأن الإخوة المسؤولين في الشركة قد بحثوا ذلك؛ لكنني أتطلع أن تقوم الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة لإعداد دراسة لتقييم الأثر البيئي لوجود المحطة بين الأحياء السكنية، وقياس حجم الانبعاثات التي تنجم عن المحطة وهل هي ضمن الحدود المسموح بها؟ على أن يتم في ضوء نتائج تلك الدراسة تحديد المعالجات والوسائل الممكنة لتقليل المخاطر المؤثرة على الصحة والبيئة والتحسين العمراني والبصري لها، أو نقل المحطة خارج نطاق العمران حتى ولو كانت تكاليف النقل مرتفعة لأن حياة الإنسان وصحته بلاشك أغلى وأثمن.