
تعكس عملية إعادة التوظيف العمراني مفهوم مختلف في الارتقاء والتطوير وإحياء مناطق ومواقع ومبانٍ مهملة أو غير مستغلة، هناك مشروعات عمرانية أقيمت في فترة زمنية معينة لاستخدام معين لكنها فقدت بريقها وحاجتها الوظيفية فتحولت إلى مواقع عمرانية متدهورة لا يستفاد منها.
بعض المدن المتقدمة بادرت إلى إعادة توظيف واستثمار المباني والمناطق التي لم تعد تتواءم مع وظيفتها التي أنشئت من أجلها وأعادت الحياة إليها بأنشطة واستخدامات وظيفية بفكر عمراني متجدد أثر إيجاباً على الكيانات العمرانية المحيطة وامتد أثره إلى النطاقين الاقتصادي والحضاري في المدينة.
وللتوضيح بشكلٍ أكبر سأتناول هنا أحد الشواهد الجميلة على إعادة التوظيف العمراني لمنطقة عمرانية متدهورة في منهاتن بمدينة نيويورك وهي منطقة الهاي لاين (High Line)، حيث كانت تمثل هذه المنطقة مساراً لسكة خط الحديد المركزية، وقد هجرت وأهملت هذه المنطقة إلا أنه تم إعادة إحيائها وتوظيفها عمرانياً من خلال إنشاء متنزه وحديقة الخط العالي بشكلٍ مستوحى من ممشى البروميناد أو ممشى الأشجار في باريس، حيث أضافت المدينة معلماً عمرانياً يتمثل في إقامة حديقة حضرية مميزة مما أسهم في تطوير البيئة المحيطة لهذا المحور والمناطق المحيطة وضاعف من القيمة الاقتصادية لها.
وفي واقعنا المحلي هناك العشرات من المواقع والمباني المتدهورة والمهملة التي تحولت أوكاراً لاحتضان الجريمة والمجرمين وكان الأجدر إعادة توظيفها عمرانياً لتساعد في تحسين بيئة المدن حضرياً واقتصادياً.