يأمل خالد أن تتحلى أنظمة البنوك بالجانب الإنساني في التعامل مع المقترضين في الجانب العقاري، حيث يسارع كثير من الناس للحصول على مسكن، دون النظر في شروط البنوك المستقبلية وأبرزها طرد العميل ، خاصة في حال عدم السداد..
فيما يطالب البعض بإلغاء شرط طرد العميل أو صاحب العقار في حال عدم مقدرته على سداد مستحقات البنك، والذهاب إلى حلول بديلة أخرى قد تُرضي الطرفين في نهاية المطاف.
وقدر آخرون وقوع صاحب المشكلة في أزمات نفسية، وربما مشكلات أكثر جراء طرده من شقته أو منزله، بعد أن دفع مبلغاً كبيراً من المال تحت مسمى «إجارة» حيث يحق للبنك حسب النظام استرجاع العقار.قروض البنوك
«الشرق» وقفت على هذا الموضوع، وسألت بعض ممن امتلكوا شققاً سكنية عن طريق البنوك، وخرجت بهذا الاستطلاع..
شقق جاهزة
على الرغم من أن هناك كثيرا من المواطنين السعوديين تمكنوا من تملك شقق سكنية جاهزة، سواء من خلال التمويل العقاري من البنوك المحلية أو عن طريق صندوق التنمية العقاري، إلا أن البعض منهم أصبح مهدداً بالطرد والتشريد من هذه الشقق بسبب عدم قدرة البعض منهم على الإيفاء بالقسط الشهري الذي يحتم على البنك بحسب بنود العقد المبرم بين الطرفين إلزام المواطن بترك المسكن أو الالتزام مجدداً بالتسديد.
إلزام بالخروج
البداية كانت مع محمد البقمي الذي يملك شقة تمليك في أحد أبراج إسكان الدمام تحدث قائلاً بأن الزام المواطن بالخروج من مسكنه من أي جهة كانت سواء من قبل البنوك المحلية أو حتى الجهات الحكومية كصندوق التنمية العقاري، يُعد أجحافاً في حقه كمواطن له حقوق أقرتها الدولة، ويجب أن يراعى في هذه المسألة حتى لو افترضنا أنه لم يلتزم بالسداد، لأن طرده من مسكنه يعني تشريده مع أسرته.
إعادة نظر
وأشار البقمي إلى أنه يجب أن يعاد النظر في قانون التمويل العقاري، والذي يوجد فيه بند يجعل البنوك المحلية لها الحق في طرد المالك عندما يكون قد اقترض مبلغاً مالياً لتمويل قيمة شراء المسكن بحيث ينبغي على مؤسسة النقد العربي السعودي والتي تعتبر الجهة المسؤولة عن أنظمة وقوانين البنوك المحلية، أن تطالب البنوك بإلغاء هذا الشرط.
وضع مأساوي
أما صالح البوحسن فقال: «تهديد المواطن بالطرد من مسكنه عند عدم التزامه بالسداد وإعادة ملكية العقار إلى البنك الذي يحق له التصرف فيه فيما بعد قد يترتب على ذلك وضع مأساوي تجاه المواطن.
وأشار البوحسن قائلاً: هناك مواطنون يعانون من ظروف معيشية قد تمنعه من الالتزام بالسداد في الموعد المحدد، وفي كل الحالات لا ينبغي إخراجه من مسكنه وتسليمه ليكون تحت تصرف البنك.
حلول إنسانية
أما خالد الغامدي فقال: إن الاستقرار النفسي الذي يبحث عنه أي شخص في هذا الوطن هو المسكن الآمن له ولأسرته، وعندما يكون مهدداً بالطرد والتشريد في أي وقت قد ينعكس سلباً على حياته و شؤونها.
وطالب الغامدي البنوك باتباع الأساليب الإنسانية، وعدم إلزام المواطن بإخلاء مسكنه في حال عدم الالتزام بالسداد، ومحاولة العثور على حلول ترضي الطرفين، وإعطاء المتعسر فرصة كافية، أو أن يتم مخاطبة جهة عمله لكي يتم الزامه بالسداد سواء من خلال استقطاع قيمة القسط من راتبة الشهري أو أخذ تعهد بإيقاف راتبه لكي يجبر على الالتزام بالسداد وعدم المماطلة.
برامج البنوك
من جهته بين مصدر في أحد البنوك المحلية لـ «الشرق» بأن لدى البنوك اشتراطات تتعلق بالتمويل العقاري، خاصة فيما يتعلق بامتلاك المنازل أو الشقق السكنية التي تعود ملكيتها إلى صندوق التنمية العقاري، ومن هذه القروض ما يعرف ببرنامج (إجارة) وهو أن يقوم المواطن بعد دفع قيمة الشقة السكنية بالكامل إلى صندوق التنمية العقاري، والتي قام البنك المحلي بتمويلها يتم خصم القسط الشهري من راتبه تلقائياً، على أن يحسب القسط بأنه قيمة الإيجار، كما يسمى بإيجار منتهي بتمليك لاحق، وفي حال عدم الالتزام بالسداد يحق للبنك إخراجه من الشقة، بناء على العقد المبرم مع البنك.
شروط محددة
وأضاف قائلاً: هناك أيضاً برنامج (مرابحة) وهو أحد البرامج التي تقدمها البنوك للتمويل العقاري، قد يكون مختلفاً نوعاً ما عن برنامج إجارة، وفيه يسجل البيت باسم المالك مباشرة، لكنه يشترط عدم التصرف في العقار إلا بإذن من البنك، وتكون فيه نسبة التمويل أعلى من نسبة الإجارة لوجود مخاطر على البنك، على أن يشتمل شروطاً محددة وهي إبرام عقد يتكون من ثلاثة أطراف بحيث يكون الطرف الأول هو صندوق التنمية العقاري، وهو مالك العقار أما الطرف الثاني فيكون البنك، وهو الممول المالي فيما يكون الطرف الثالث المقترض، الذي سوف يستفيد من العقار، وفي حال عدم التزام الطرف الثالث بالسداد يحق للطرف الثاني إخراجه من المسكن أو يتم بيع العقار بمبلغ مالي بحيث يقوم البنك باستقطاع المبلغ المستحق على المقترض.
معرفة البرامج
وبين المصدر أن على المواطن أن يتعرف على هذه البرامج تماماً قبل أن يقدم على أي خطوة تمويل عقاري من أي بنك، لكي يختار ما يناسبه، ولا يقع في إشكالات هو في غنى عنها. ناصحاً من يريد التقدم في ذلك بالتريث والسؤال بشكل مكثف، لكي يعرف ماهو المصير الذي سوف يؤول إليه، في أي حال من الأحوال، خاصة أولئك الذين يقومون بشراء عقار على مدى طويل 25/ 30سنة، وهي مدة طويلة ينبغي على الإنسان ألايتهور في اتخاذها إلا بعد تفكير عميق. فعليه أن يعرف ما له وما عليه.
مسؤولية الصندوق
![م. صلاح العبدالكريم](https://i0.wp.com/aqartalk.com/wp-content/uploads/2014/08/708480-150x150.jpg?resize=150%2C150)
المهندس صلاح العبدالكريم مدير صندوق التنمية العقاري بالمنطقة الشرقية قال لـ «الشرق» إن صندوق التنمية العقاري غير مسؤول عن تعثر أي مواطن في السداد لدى البنوك المحلية بعد أن تنتقل ملكيتها إلى المواطن نفسه، مشيراً إلى أنه في هذه الحالات يتم مخاطبة جهة عمل المقترض لكي يتم إلزامه بالسداد أو إخراجه.
وبين العبدالكريم أن الصندوق العقاري لا يلزم المواطن بالخروج وتسليم الشقة في حال عدم إيفائه بالسداد في حال لم يلتزم بالأقساط الشهرية سواء كانت ملكيتها تعود إليه أو إلى البنك المحلي.
أنظمة البنوك
وذكر العبدالكريم بأن أنظمة البنوك المحلية في مسألة الأقساط الشهرية التي تعنى بالتمويل العقاري من المفترض ألا تلزم المالك بالخروج من مسكنه في حال التأخر عن السداد أو عدم الإيفاء بالسداد، حيث يتم تحويل الأمر على برنامج (سمة)، الذي يلزمه بالسداد أو في حال من الأحوال من خلال إيقاف جميع الخدمات المترتبة بالجهات الحكومية الخدمية.