يمثل التقييم إحدى الركائز الرئيسية في عملية الاقتراض العقاري أيّاً كان نوعه، كما له أهمية كبيرة في حركة الاقتصاد والحفاظ على حقوق المساهمين في الشركات الكبرى. ولا تقوم أي جهة تمويلية بإقراض شخص أو مؤسسة عند شراء عقار، سواء كانت شقة أو عمارة أو حتى مصنعاً، إلا بعد تقييم الأصل العقاري. عادةً ما تستند عملية التقييم إلى معايير دولية، وعلى أُسُسْ مثل التقييم بالتكلفة ونسبة العائد وسعر السوق، أو ما يسمى البيع بالمِثل، مع الأخذ بالاعتبار الأعراف المحلية في التقييم حسب الرأي التنظيمي، ونسبة البناء للعقار والاستخدام. لذلك برزت أهمية التقييم العقاري في أحوال السوق المختلفة، سواءً عند الارتفاع أو الركود أو الانخفاض. وأكثر تقارير التقييم العقارية دقة التي تشمل التوقعات المستقبلية. وللدلالة على اهمية التقييم، قامت إحدى الجهات عام 2017 بتقييم 11519 عقاراً تُقدّر قيمتها السوقية بأكثر من 15 مليار دينار!
من الطرائف في عالم التقييم، جاءني أحد الأشخاص يرغب في تقييم عقاره بأقل من سعر السوق لرغبته في استدخال العقار لمصلحته، والعقار لورثة، وكان يضغط في سبيل التقييم بسعر أقل، وهو ما رفضته. الغريب أنه وسّط أحد الأصدقاء لإنهاء الموضوع مقابل دفع أتعاب أكثر.
عندما ترقص الفيلة
قام رئيس تنفيذي لإحدى شركات الكمبيوتر العملاقة بتأليف كتاب باسم when the elephants dance.
قام عند تعيينه بتحويل رؤية ومسار الشركة من شركة تبيع أجهزة كمبيوتر إلى شركة تقدم خدمات واستشارات ودورات تدريبية، الأمر الذي زاد من مبيعات الشركة إلى نسب مضاعفة من الارباح بعدما كان من المتوقع أن مصير الشركة إلى الزوال. الحديث عن نجاحات شركة يقابله الحديث عن مكاتب عقارية وتجار ووسط عقاري يحتاج إلى تعديل مسار. كيف؟
كان أحد أسباب نجاح شركة الكمبيوتر السالفة الذكر استخدام الرئيس التنفيذي الخبرات المتعددة في الاستشارات وتقديم الخدمات من دون اللجوء إلى تضخيم أصوله من أجهزة وغيرها، التي تكلف مالاً ومكاناً وجهداً… ولعلّ إدخال الأجهزة الحديثة والاستعانة بالخبرات العقارية المحترفة في أعمال وسطاء العقار والجهات ذات الصلة بالسوق العقارية، سيؤدي بالتأكيد إلى سوق صحية متقدمة، كما أن من أهم نجاحات المكاتب العقارية عدم تبيان مساوئ المكاتب العقارية المنافسة، والتركيز على تقديم خدمة وتعامل أفضل مع الزبائن.
رسالة وتعليق
الرسالة: رسالة لطيفة تسلمتها من الأخ العزيز عادل العبد المغني من نوادر مكتبته التراثية، يذكر فيها حيازته وثيقة أصلية مخطوطة على رقعة من جلد غزال الرنَّة، تاريخها يعود إلى عام 1670 لعقار يطل على نهر التايمز بحدود مدينة لندن مساحته ميل مربع.
التعليق: إن كانت ما زالت لنفس المالك فإن الورثة سيرثون ملايين الجنيهات، والسبب أن سعر شقة حالياً بمساحة 70م2 تقع على نهر التايمز لا يقل عن مليوني جنيه إسترليني.. فكيف تُقيّم أرض مساحتها ميل مربع تقع على النهر؟