
لغرض التأكد من جودة المباني بوجه عام وضمان استمرارية هذه الجودة ومن ثم قابليتها للإشغال من قبل الأنشطة المعدة لها تلك المباني وفي مقدمتها المباني السكنية التي تمثل النسبة الأعلى من بين كافة الأنشطة الأخرى يصدر من جهة الاختصاص في المدينة التي غالباً ما تكون البلدية وثيقة يطلق عليها شهادة الإشغال (Occupancy Certificate)، وتصدر هذه الوثيقة لكل من المباني الجديدة بعد إيصال شبكة المرافق والخدمات العامة لها من أجل التحقق أنها جاهزة للإشغال بعد الكشف على درجة هذه الجاهزية، خاصة في الجوانب المتعلقة بنواحي الأمان والسلامة في المبنى، إضافة إلى أنها تصدر في ذات الوقت للمباني القائمة من أجل ضمان ملاءمتها للإشغال المطلوب والتحقق من مدى توفر الحد الأدنى من متطلبات الصحة والراحة والسلامة والأمان في الفراغ الوظيفي لمستخدمي المباني القائمة، لهذا السبب لا يكتفي بإصدار هذه الشهادة لمرة واحدة فقط، وإنما يجري تجديدها بشكل دوري – كل خمس سنوات تقريباً – لضمان أن يقوم العائد له المبنى بإجراء الصيانة الدورية لعناصره الداخلية والخارجية.
شهادة الإشغال بموجب هذا المفهوم وكيفية التطبيق يجعلها في الواقع تختلف عما هو جار العمل به في الوقت الحاضر وهي شهادة إتمام أو إنجاز أعمال البناء (Completion Certificate)، التي هي وثيقة يقتصر إصدارها لمرة واحدة فقط على المباني الجديدة، متضمنة التقرير بأن المبنى قد تم تنفيذه وفقاً للترخيص الصادر له، وطبقاً للمخططات المعتمدة للمبنى، بما في ذلك الالتزام بضوابط التخطيط الخاضعة لها قطعة الأرض القائم عليها المبنى، وكود البناء المعمول به، وذلك بعد معاينة المبنى والتأكد من تحقق ذلك. من ثم شهادة إتمام أو إنجاز البناء هي ذات طابع تقني، تعنى بالتزام المبنى بالضوابط التخطيطية لقطعة الأرض مثل نوع الاستخدام ونسبة تغطية الأرض بالمباني، إضافة إلى التحقق من تطبيق اشتراطات كود البناء المعمول به المعمارية والإنشائية والصحية وغيرها من اشتراطات هذا الكود.
غياب شهادة الإشغال في الوقت الحاضر والاقتصار على شهادة إتمام البناء يفقدنا في الواقع التكامل المطلوب فيما بينهما، حيث إن جودة البيئة السكنية لا يمكن أن تتحقق على سبيل المثال في مبان سكنية جديدة صدرت له شهادة إتمام البناء وجرى فيما بعد إشغالها بكثافة استخدام يفوق طاقتها، أو مبان قائمة متهالكة لا توفر لساكنيها الحد الأدنى من متطلبات الصحة والراحة والسلامة والأمان.