مؤشر جودة الحياة، الذي يعبر عن توفر السكن اللائق، والخدمات والمرافق الأساسية الملائمة، وتسهيل الوصول إليها من قبل الجميع دون استثناء، هو أحد المؤشرات المهمة التي اعتمدها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لقياس ازدهار المدن، لذا تمثل دراسة مستوى رضا السكان في المدن عن جودة الحياة بها، عنصراً مهماً في رصد النجاح المتحقق لطيف واسع من الخدمات والمرافق، ومعالجة قضايا التنمية في المدن إضافة للكشف عن الاحتياجات المستقبلية للسكان في هذا الشأن، حيث يتم الاستناد إلى نتائج هذا النوع من الدراسات لإنتاج مؤشرات رضا السكان ضمن المؤشرات الحضرية للمدن، التي تمثل النظام الفعال لمراقبة ورصد سير عملية التنمية في المدينة من جميع جوانبها، وبالتالي امكانية تقييم جودة الخدمات والمرافق بها.
مدينة الرياض العاصمة، أكبر مدن المملكة، وأكثرها استقطاباً للسكان من كافة المناطق، لما يعتقد الجميع من جودة الحياة بها، بمعدلات ربما فاقت المدن الأخرى، ولكونها قد تمثل مقياساً معيارياً لدينا في هذا الأمر، أظهرت الدراسة التي اعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لاستطلاع رضا السكان عن هذا الجانب في المدينة، والتي تم اجراؤها منتصف العام الماضي 1438هـ على عينة من السكان بالتعاون مع أحد أبرز المؤسسات المتخصصة في بحوث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية، ممن تتميز بالدقة والمصداقية على المستوى الدولي، أن نسبة (76 %) ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا ان جودة الحياة في مدينة الرياض أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل خمس سنوات، وانهم راضون بشكل كبير عن حياتهم، وقد سجلت الدراسة مستويات عالية عن رضا السكان عن جميع الخدمات العامة في المدينة تقريباً، غير أن أكثر الخدمات التي سجلت اعلى مستويات الرضا تمثلت في السلامة العامــة والشعور بالأمن بنسبة (84 %) والكهرباء بنسبة (77 %)، والاتصالات بنسبة (76 %)، والحدائق والمرافق الترفيهية بنسبة (75 %)، إلا أن ما كانت لافتاً هو ما عبرت عنه نسبة عالية من سكان المدينة في المسح الميداني للدراسة ووصلت إلى (88 %) من السكان، من أنهم واثقين في مستقبلهم، ويتوقعون الأفضل خلال الخمس سنوات القادمة بمشيئة الله، وكان من بين ابرز مبررات ارتفاع شعور السكان بالثقة والتفاؤل هو إطلاق رؤية المملكة 2030.