من المبادرات اللافتة التي أقرتھا الدولة بإشراف برنامجي الإسكان وتطویر الصناعة الوطنیة والدعم اللوجستي، مبادرة تحفیز تقنیة البناء التي أطلقت لتكون حلقة الوصل بین المواطن والمستثمر والمقاول ومصانع تقنیة البناء.
المبادرة تعمل على دعم التحول من البناء التقلیدي إلى البناء الحدیث، مع تحفیز الاستثمار في تقنیات البناء المتطورة، وضمان كفاءة الجودة مع خفض تكلفة البناء، بحیث یتم إنشاء وحدات سكنیة ذكیة بتكلفة معقولة.
تطویر تقنیات البناء یسھم في تقلیص المدة الزمنیة لتنفیذ مشاریع البناء مما یعجل في تلبیة الطلب على الوحدات السكنیة، كما أن تحفیز المستثمرین ودفع المقاولین العقاریین للأخذ بتقنیات البناء الحدیثة یدعم أداء المصانع الوطنیة ودورھا في تعزیز الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل.
ولأنني أؤمن بأن المستقبل قطار زمني لا یتوقف فإنني أنظر باھتمام إلى مراحل تطور تقنیات البناء عبر الزمن وكیف أسھمت بشكل مستمر في تقدم حیاة الإنسان والتأثیر في بناء الحضارات العمرانیة، رغم كل ما قوبلت به ھذه المراحل المتغیرة من شكوك وحذر وربما مقاومة، فالإنسان بطبیعته حذر من كل جدید، وعندما قیل إن بالإمكان الیوم بناء منزل كامل في یومین، لم یفاجئني ذلك فما كان یبنى من معالم عمرانیة في حضارات سابقة خلال عقود من الزمن أصبح یبنى لاحقا خلال سنوات ثم أشھر، والیوم لم یعد السؤال ھل یمكن بالفعل بناء وحدات سكنیة وعمرانیة بواسطة تقنیات بناء جدیدة، بل في كیفیة تطویع ھذه التقنیات لتلبیة حاجة الإنسان بأعلى معاییر الجودة وضمانات الكفاءة بتكلفة معقولة.
ومبادرة تحفیز تقنیات البناء خطوة لربط أطراف العلاقة بشكل یسھم في توفیر الحلول وإنتاج الأفكار وابتكار التنقیات مع تذلیل العقبات التنظیمیة والتمویلیة والتسویقیة، وبرأیي أن ھذه المبادرة عند اكتمال دورھا ستكون حجر الزاویة في مستقبل القطاع السكني والتطویر العقاري، فرحلات الإنسان نحو الغد تختصر مسافاتھا المبادرات الجریئة والأفكار الخلاقة والتجارب الجدیدة.