ما زال الركود يسيطر على السوق العقاري بشكل عام، رغم الحركة لبعض النشاطات العقارية ومنها التقييم والمزادات التي تنفذ بين حين وآخر والتي نشطت خلال السنتين الماضيتين، وهي أفضل وأسرع وسيلة للبيع خصوصاً الأراضي المطورة، حيث يلجأ إليها ملاك هذه المخططات بدلاً من البيع المفرد والتسويق المباشر والذي قد يأخذ وقتاً طويلاً يمتد إلى أشهر أو سنوات مع ارتفاع تكاليف التسويق والبيع.
وقد لجأ بعض ملاك الأراضي والمطورين لحل التسويق والبيع المباشر للأراضي المطورة أو الوحدات السكنية الجاهزة وقد فشل بعضها، وبعضها أخذ وقتاً طويلاً لتسويقه وبيعه ومشروعات أخرى تم بيع جزء منها وبقي الجزء الآخر بسبب عدم الإقبال على السوق العقاري في هذه الفترة طمعاً في انخفاضات أكبر من قبل المستهلك النهائي.
حالياً الحركة النشطة في السوق العقاري هي لمشروعات وبرامج الإسكان المتنوعة بما فيها بيع الوحدات السكنية على الخارطة بالتعاون مع المطورين العقاريين المعتمدين والمتعاونين معها، حتى وإن كانت الحركة بطيئة في مجملها بسبب قلة المعروض من الوحدات الجديدة الجاهزة أو التي في طور الإنشاء وتتماشى مع أسعار اليوم المنخفضة مقارنة بأسعارها قبل أربع سنوات.
عودة للمزادات العقارية للأراضي المطورة التي يلجأ إليها بعض المستثمرون والمطورون بهدف بيعها وغالبيتها لورثة أو لصندوق عقاري تم تأسيسه للمشروع أو لمجموعة مستثمرين يرغبون في تصفية هذه المساهمة وغالبية المزادات في مكة المكرمة والرياض.
وهي تحاكي شريحة تعتبر نسبتها الأقل بين شرائح محتاجي السكن، وهم المستثمرون الراغبون بإعادة البيع أو الاستثمار أو المواطنون ممن لديهم القدرة الشرائية إما نقداً أو عن طريق القروض بحكم ارتفاع مستوى دخلهم.
مزاد البساتين السكني في الرياض تم بيعه بالكامل خلال ثلاث ساعات وبأسعار معقولة في يومنا هذا عطفاً على امتيازات المخطط وتصميمه ونوعية البنية التحتية المتوفرة فيه، وهو يستحق هذه الأسعار وهناك من اشترى عدة قطع أو بلوكات طمعاً في الاستثمار مستقبلاً من خلال إعادة البيع أو التطوير والبيع أو التأجير. ولو كان هذا المخطط قد تم إنجازه بنفس الطريقة والفكرة والموقع قبل 5 سنوات لوصل سعره إلى الضعف.
تبقى النقطة الأهم في اختبار مدى نجاح وقبول المزادات العقارية على المخططات هذه الأيام وهي تقديم منتجات مطورة ومكتملة الخدمات في مواقع تناسب شريحة متوسطي الدخل داخل النطاق العمراني، وهنا يمكن الحكم على حركة السوق العقاري ومدى الرغبة في الشراء في هذه الأوقات التي تشهد ركوداً عقارياً.
ختاماً هناك زيادة في نشاط التقييم العقاري (التثمين) من قبل البنوك وشركات التمويل العقاري بسبب الإقبال على القروض لمواطنين تتم إحالتهم من وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري إلى الجهات التمويلية.
ويتوقع أن تزداد الحركة العام القادم والله أعلم.