تعيش المملكة، كباقي دول العالم، تبعات التغير المناخي العالمي، وما نجم عنه من تغييرات طبيعية، كارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات هطول الأمطار، خاصة في فصل الشتاء، وما تسبب من غرق لبعض الأحياء والأنفاق والطرق رغم الجهود المستمرة لمواجهتها للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وقد كشف أمين أمانة المنطقة الشرقية قبل أيام عن إطلاق مبادرة لإنشاء بوابات للأنفاق لمواجهة الأمطار، مؤكدا أن المبادرة التي تنفذ للمرة الأولى بالمنطقة الشرقية ستطلق خلال الأسبوعين القادمين، بالتنسيق مع إدارة المرور بالشرقية.
وأضاف: إن «بوابات الأنفاق» ستغلق بواسطة غرف تحكم في حال ارتفاع منسوب مياه الأمطار، مشيرا إلى أن المبادرة ستغطي جميع الأنفاق المنتشرة بالمنطقة، وستبدأ بالأنفاق الحرجة.
ومع هذه المبادرة المهمة، تبرز أهمية رفع مستوى المرونة الحضرية «Urban Resilience» لمواجهة التغيرات المناخية وتحملها والتعافي منها في الوقت وبالأسلوب المناسبين، والقدرة على العودة إلى الوضع الطبيعي بأسرع ما يمكن وبأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية والأنشطة الاقتصادية. هذا الأمر يعتبر ضروريا؛ لرفع جودة الحياة في المناطق العمرانية لتحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وبصفة عامة، فإنه من الضروري رفع مستوى المرونة الحضرية بصفة عامة؛ لمواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، ومنها ارتفاع درجات الحرارة والأمطار والفيضانات والزلازل، وهو ما يتطلب تقييم الرؤى والإستراتيجيات والمخططات لأراضي المدن والقرى وفق معايير التنمية المستدامة؛ للوقوف على مدى كفاءتها في مواجهة تلك التغيرات والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وأخيرا وليس آخرا، ومع إطلاق أمانة المنطقة الشرقية لمبادرة إنشاء بوابات للأنفاق لمواجهة الأمطار، والتي تعد من المبادرات المهمة المرنة؛ للحفاظ على الأرواح والممتلكات، فإنني أطرح مبادرة «إعداد خطة المرونة العمرانية لمدن وقرى المنطقة الشرقية»، كإحدى مخرجات رؤية المنطقة الشرقية؛ لضمان مرونة المدن والقرى في مواجهة التغيرات الطبيعية وغير الطبيعية، ولضمان تحقيق رؤية المملكة 2030 ومشاريعها وأهداف التنمية المستدامة.