عقار

محمد العمران: هل يجب أن تكون الأوقاف عقاراً؟

محمد بن فهد العمران

لا شك أن الأوقاف (عامة كانت أم خاصة) من الأعمال الخيرية التي نسأل الله أن يجزي كل من قام بوقفها أو بنظارتها الخير والثواب، بينما إذا دققنا في مضمون هذه الأوقاف سنجد أنها في الغالب «عقارات» على شكل «مبانٍ» من المفترض انها تدر دخلاً منتظماً يتم توزيعه على مصارف الأوقاف، إلا أن المشكلة تتركز دائماً في تقادم هذه المباني بمرور الزمن فيما يتم تجاهل الإنفاق الرأسمالي اللازم لتحسين هذه المباني للمحافظة على انسيابية الدخل المنتظم في المدى الطويل وهذه بلا شك أكبر مشكلة تهدد الأوقاف العقارية في المملكة خصوصاً الأوقاف القديمة.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل يجب أن تكون الأوقاف عقاراً؟ ولماذا؟

في الحقيقة، لا يوجد مبرر لأن تكون الأوقاف عقاراً فقط بدليل أن من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من أوقف الآبار ومنهم من أوقف العيون (ويا له من أجر عظيم) ومنهم من أوقف البساتين، وفي زمننا هذا هناك من أوقف كتاب الله وهناك من أوقف كراسي للبحث العلمي، وبالتالي نستطيع القول أنه ليس بالضرورة دائماً أن يكون الوقف عقاراً فقط، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا لماذا نقيد الأوقاف بأن تكون عقارات على شكل مبان؟ ولماذا لا نفكر خارج الصندوق قليلاً؟

لذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأوقاف قد تكون على شكل أسهم عامة أو أسهم خاصة أو صكوك أو وحدات في صندوق استثماري أو أي نوع من الأصول الاستثمارية، وما يميز هذا النوع من الأوقاف أنها في الغالب تدير نفسها بنفسها ولا تتطلب من الناظر أي إنفاق رأسمالي أو إنفاق تشغيلي وبالتالي لا تحتاج لجهد إداري كبير، وأيضاً قد تكون الأوقاف على شكل برامج تهدف لبناء وتطوير الإِنسان كأن تكون على شكل منشآت تعليمية أو مراكز طبية أو مراكز تدريب بحيث تكون غير هادفة للربح يتم إعادة استثمار أرباحها في نشاطاتها مرة أخرى وهذه بالتأكيد نماذج رائعة ومتطورة للأوقاف.

نقول نماذج رائعة لأن الفكر المتطور للأوقاف هو في اتجاه بناء وتطوير الإِنسان بدلاً من التوزيع النقدي له وهذه نقطة مهمة سنشاهدها واقعاً ملموساً في المستقبل القريب، بدليل أن أكبر الأوقاف الدولية مثل وقف بيل جيتس ووقف جامعة ييل ووقف جورج سوروس وبعض الأوقاف الجديدة في المملكة لا تنطوي أبداً على أي توزيعات نقدية للفقراء والمحتاجين فيما كلها تصب في مشروعات تعليمية وطبية وتدريبية وأبحاث علمية وغيرها من المشروعات التي تساعد الفقراء والمحتاجين على تحسين حياتهم من خلال تحسين ظروفهم المعيشية ورفع إنتاجيتهم الشخصية، وهذا بالتأكيد أفضل وأنفع والله أعلم.

المصدر

نشر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020