على طاري… القرض العقاري !!

( هنا تخنقني العبرة ) !! شطر هذا البيت هو دائمًا جواب أبو حمد على كل من سأله عن موعد نزول القرض العقاري !! ولا يلام – أعانه الله – في عبرته ، وترنمه بهذا البيت؛ فكل من سمع، أو عرف بقصته اختنق بعبرته حتى قلمي اختنق بحبره !! قبل عشرين عامًا اشترى أبو حمد قطعة أرض في مكان ناءٍ بمبلغ ألفي ريال بغرض التقديم على صندوق التنمية العقاري وبعد أن انتهى من التقديم باعها بثمن بخس ، ووجهة نظره من هنا حتى ينزل القرض أكون قد جمعت قيمة أرض في مكان راقٍ !! ( حط ) أبو حمد ( عينه ) على أرض في موقع ممتاز، وخطط أنه خلال سنوات قليلة سيتملكها، آمن أبو حمد وعائلته بحلمه لدرجة أن أبناءه صدقوا أنها أرضهم !! ( مرينا من عند أرضنا )، ( البيت اللي جنب أرضنا ) !! وهو يسمع، ويبتسم ابتسامة المنتصر !! ولكن هيهات يا أبو حمد ( شوف عينك .. حظ غيرك )!! تمضي السنون وأبو حمد وعائلته يشدون الحزام وسعر هذه الأرض في ازدياد فكلما جمع ثلاثة أرباع قيمتها تضاعف سعرها، اضطر – المسكين – إلى التنازل عن طموحه ، و (تطليق) هذه الأرض التي لم ( يدخل بها ) والبحث عن أرض أقل منها مواصفات، مستمرًا بشد الحزام حتى ( لفه مرتين ) ووقع في نفس المقلب السابق !! استمر أبو حمد بمطاردة العقار كلما جمع بعض القيمة زاد أضعافًا !! مضت السنون سريعًا و أقترب موعد نزول القرض وهو لازال يبحث عن أرض في مدينته قرب أهله وعمله.
اقترح الأصدقاء على أبو حمد عدة اقتراحات كالشراء خارج مدينته أو تنزيل القرض على (شُقَيِقَة)ٍ صغيرة ( تلمه ) هو وأبناءه مع الاهتمام بتحديد النسل في هذه الحالة !! وغيرها من الاقتراحات التي حولت أحلامه إلى سراب ، ومما زاد ( الطين بلة ) أن الـ (500) ألف تحتاج لضعفها من أجل بناء الحلم وهذا الضعف يصعب توفيره فهو مرتبط بقروض، وحتى المبلغ الذي جمعه في سنوات شد الحزام لشراء الأرض طار أغلبه مع ارتفاع الإيجار، و تكلفة المعيشة.
لم يبقَ لأبي حمد ومن هم على وضعه إلا أن تلتفت لهم وزارة الإسكان وتجد حلاً لمعضلتهم و إلا… ( راحت حياتك يابو حمد شقاوي ) !!

المصدر