انتشار المباني المغشوشة في السعودية.. أين دور الجهات الرقابية؟

خاص: حديث العقار 

انتشرت المباني المغشوشة في السعودية مؤخرًا، والأسباب تكمن في غياب الضمائر، واستخدام مواد البناء المغشوشة، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين، وتتسبب هذه المواد في ظهور تشققات وتصدعات بالمباني، وكانت إحصائيات حديثة قد كشفت أن حجم مواد البناء المغشوشة المنتشرة في السوق السعودية تقدر بنحو 60%.

 

سقوط أسقف وجدران المساكن

وصرّح ماهر هندس الحربي، نائب رئيس لجنة مواد البناء والتشييد في غرفة جدة، بأن عرض مواد البناء المغشوشة بأسعار مشجعة، هدفه زيادة نسبة إقبال المواطنين عليها، وهو الأمر الذي يحتاج لتكاتف الجهات المعنية، وتشديد الرقابة، حيث أن هذه المواد خطرة وتتسبب في سقوط أسقف وجدران المساكن بعد فترة بسيطة من انتهاء البناء.

وصنّف الحربي مواد البناء المغشوشة إلى قسمين، الأولى سلع مقلدة لسلع جيدة يتم جلبها من الصين والهند وتقلد في في المصانع لسلع أوروبية وأمريكية، وتباع بأسعار تقل عن الأصلية بنسبة 20%، والصنف الثاني مواد متدنية الجودة وتباع بأسعار رخيصة جدا.

 

مواد مغشوشة

وأشار حمد الشقاوي، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، إلى أن هناك إحصاءات أفادت بأن 85% من المواد المتعلقة بالبناء في السوق السعودي مغشوشة، وسلبيات هذه المواد تظهر من خلال التصدعات والتشققات التي تصيب المباني، ومن ثم يجب الاستعانة بالمهندسين والاستشاريين اصحاب الخبرة، وهناك إحصائيات أفادت بأن 40% من مواد البناء بشكل عام مغشوشة، الأمر الذي يسبب أضرار بالغة على المباني وصاحب المنزل أو الجهات صاحبة المشروع، والمقاول الذي قام بتنفيذ المشروع.

وبالنسبة للخرسانة فقد صُمِّمت لتتحمل ضغطاً معيناً، والغش يجعلها ضعيفة وغير قادرة على تحمل وزن المبنى والناس والأثاث الذي يوضع عليها، ويجب الابتعاد عن الاستعانة بعمالة سائبة لعمل خلطة الخرسانة، لعدم تخصصهم وجهلهم بالنسب الصحيحة للخلط، وأخذ الخرسانة الجاهزة من مصانع حاصلة على شهادة الجودة من هيئة المواصفات والمقاييس، والاستعانة بعمالة تابعة لمقاول له سجل تجاري موثّق، وكذلك الاستعانة بمهندس يشرف على العمالة أثناء خلط المواد والتأكد من جودتها، ومراجعة المقاول أو المكتب الهندسي في حال ظهور مشاكل أو عيوب لاحقة.

 

70% من الوحدات السكنية بها مواد مغشوشة

وأوضح الخبير العقاري الدكتور عبدالله المغلوث، أن 70% من الوحدات السكنية التي يتم بناؤها شهرياً تحتوي على مواد مغشوشة، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل قرار كود البناء الذي سيحمي المباني والمستهلكين من تلاعب بعض ضعاف النفوس من العقاريين.

 

المستثمرون أهم الأسباب

وصرح  المطور العقاري عادل المدالله أن هناك مستثمرون يلجاؤن إلى استخدام مواد بناء رخيصة، فمن يقدم على الغش هم تجار المباني، وليس العقاريين الذين ينقسمون إلى عقاريين يعملون بتجارة الأراضي، وببيع القطع والبلكات، والآخرين يعملون في تطوير البنية التحتية وهؤلاء تبلغ نسبتهم 80% من العقاريين بالمملكة.

 

إسمنت مخلوط بالتراب

وكان مختصون قد حذروا من خطورة الإسمنت المغشوش الذي يتم خلطه مع التراب، وبرادة الحديد وإعادة توزيعه في الأسواق، وذلك بسبب رداءته وتسببه في انهيار المباني الخرسانية بشكل سريع خلال أقل من عام لانعدام التماسك، مطالبين بضرورة تكثيف الرقابة على محلات بيع الإسمنت العشوائية، والتي يكثر فيها الغش، حيث يباع الإسمنت المغشوش دون أي شعور بالمسؤولية تجاه ما يترتب عليه من خطورة على الأرواح والممتلكات.

 

المستهلك نقطة تحول

ووصف عضو الغرفة التجارية، وعضو لجنة المقاولين بغرفة الاحساء سعود فضل الفضل، المستهلك بأنه نقطة التحوُّل في القضاء على مشكلة الغش التجاري في مواد البناء، وذلك من خلال الحملات التوعوية والتثقيفية أثناء البناء، مطالبًا بأهمية أن يكون الشراء من أماكن سعودية معتمدة، وفرض الرقابة الشديدة من قبل الجهات ذات الاختصاص، وعقوبات شديدة لمن يخالف النظام في ذلك.

 

كود البناء السعودي

فيما دعت لجنة المقاولين بغرفة الأحساء الجهات المعنية إلى النظر في البدء فورا بالتطبيق الفعلي والإلزامي لكود البناء السعودي الذي يضع الضوابط الفنية التي تحكم مواصفات واشتراطات البناء، لأنه سيساعد في سلامة المنشآت والحفاظ على الأرواح والممتلكات وتوفير وحدات سكنية بمواصفات فنية سليمة وآمنة.

 

اختبارات وشهادات ضمان

وأوضح الدكتور بندر عبد الرحمن النعيم المختص في الاستشارات الهندسية، أن التعرف على مواد البناء المغشوشة يكون عن طريق الاختبارات وشهادات الضمان، وهذا كله تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس.

 

قائمة سوداء

وكانت وزارة الإسكان قد أكدت إنها تعكف على وضع قائمة سوداء للمقاولون، الذين يستخدمون مواد بناء مغشوشة، ويستغلون حاجة المواطنين للشقق السكنية ويبيعوا لهم وحدات سكنية، بأسعار أقل من أسعار السوق، بعد خفض تكلفة البناء من خلال استخدام مواد بناء رخيصة.