ضمان كفاءة مساكن المطورين العقاريين

يوجد أزمة ثقة باتت تظهر جلياً في المنتجات السكنية ,وكفاءة المطوريين العقاريين, والعديد من شركات ومؤسسات التطوير العقاري في المملكة من فيلات وشقق سكنية، حيث يرى الكثيرون أن مشروعاتها التطويرية تفتقر للجودة بوجه عام، وإن وجدت فهي بشكل محدود، ويكفي تأكيداً على ذلك النسبة المتواضعة لحصة تلك الشركات والمؤسسات التي لا تزيد على (5 %) من إجمالي الوحدات السكنية التي يتم توفيرها بالسوق سنوياً في المملكة، هذه هي حال شريحة من المطورين الذين يملكون الخبرة والتجربة والإمكانات لتوفير وحدات سكنية ذات كفاءة عالية في سوق الإسكان المحلي، إلا أنهم لم يقدموا للراغبين في الشراء من هذا السوق ما يثبت ذلك ، ونفس الحال للمستثمرين الأفراد في هذا السوق، فرغم تدنى مستوي خبراتهم, وضآلة قدراتهم التطويرية,الإ أنهم يمثلون نسبة عالية في هذا المجال.

وفي ظل قصور جهة اختصاص، تتصدى لهذا الأمر، وتسعى إلى معالجته، وتعمل على إعادة بناء الثقة إن كانت قد وجدت في الإساس بين المطور العقاري والمستفيد من منتجاته السكنية على وجه التحديد فالمهتمين والمعنيين بهذا الجانب، ، لابد أن يطرحوا مجالاً للنقاش فى هذا الموضوع الشائك  الذين قد يقبلوا بالبديل المتاح لملء هذا الفراغ التنظيمي، الذي يتطلع كل راغب في شراء وحدة سكنية مما يتوفر أمامه بالسوق ، ليضفي الاطمئنان على ما يوجهه من مدخرات سنوات عمره لهذا السوق، الذي غالباً ما تكون السلع المعروضة فيه جذابة في مظهرها، مبهمة وغامضة في محتواها.

الغطاء التأمينى هو الحل

وقد يكون الغطاء التأميني من قبل المطور العقاري مؤسسة كان أم فرداً على منتجه السكني الاستثماري أحد البدائل الممكنة لسد هذا الفراغ التنظيمي ، وهو أيضاً المصدر الأكثر فعالية في الحماية والوقاية بعد الله سبحانه وتعالى للحفاظ على رأس المال المستثمر، لكل من المشتري والمطور في آن واحد، ومع الأسف معظم مساكن المملكة لا تخضع للتأمين العقاري، حيث لا يتجاوز التأمين العقاري نسبة (1 %) من سوق التأمين المحلي، بل ربما لا توجد شركات تأمين خاصة يكون عملها الأساسي التأمين العقاري.

والغطاء التأميني الذي يمكن تطبيقة بصورة أساسية كلاً من الهيكل الإنشائي للمسكن، والأعمال الكهربائية، والأعمال الصحية، وربما امتد كذلك للأعمال الميكانيكية من مكيفات ومصاعد،  سيؤدى إلى تفادي أي خسارة أو ضرر قد يحدث مستقبلاً لتلك العناصر الأساسية في هذا المسكن لا قدر الله بعد شرائه، بما في ذلك تحمل تكاليف السكن البديل للمشتري.

والبديل المتاح والمتيسر، المتمثل في الغطاء التأميني للعقار السكني، الذي يمكن أن يطرحه المطورون العقاريون في السوق،  قد يجده البعض عنصراً آخر يزيد ولو بصورة طفيفة في التكاليف الإجمالية للوحدة السكنية،  لكن بنظرة متأنية فاحصة هو الآلية الفعالة لإطالة العمر الزمني للوحدة السكنية ، من خلال رفع كفاءة معاييرها التصميمية والتنفيذية، التي بلا شك شركات التأمين هي من سيحرص على متابعة تحقيقها ومباشرة المهام المنوطة إليها ، قبل أن تشمل أي عقار سكني بغطائها التأميني.

المصدر :جريدة الرياض