عقار

أريج الجهني: يا معمر لي بيت!

أريج الجهني

قدیمك لم یعد ندیمك بعد الآن، ھذا ھو لسان حال مبادرة تحفیز «تقنیة البناء» التي تنطلق من حزمة برامج تطویریة تستھدف تغییر فلسفة الإسكان تحت مظلة وزارة الإسكان المتنوعة، ھذه المبادرة التي تأتي بثوب جدید لفكرة السكن تستھدف بشكل مباشر تغییر المنظومة البنائیة من العملیات التقلیدیة البدائیة إلى عملیات ذات جودة عالیة وتكلفة أقل وسرعة زمنیة منافسة، لكن ماذا عن السوق؟ وماذا عن الفئات المستھدفة؟

بالتأكید إن المبادرة قامت بعمل دراسات مسحیة مستفیضة حول حاجات السوق، لكن أعتقد أن لیس ھذا ھو التحدي الحقیقي لھا.

فبدایة وكما أردد دائما أن الجامعات السعودیة بكل أسف كانت وما زالت لم تقدم مناھج ودراسات أكادیمیة حول «الإنسان السعودي»، فلا أجد دراسة تخصصت في فھم وقراءة التحول الضخم في «الھویة السعودیة» ولا في «الأدوار المجتمعیة» وصولا إلى «جودة الحیاة وكیف یمارس الإنسان السعودي حیاتھ»، ھذا الأمر یجعلني أضع أعلاما حمراء كما یسمیھا الإنجلیز بالاتجاھین، سواء للمستثمرین أو للمستفیدین، فمھم الآن أن لا نكتفي بدراسة واقع السوق من الأرقام فقط.

.فالأرقام ھي بدایة التضلیل حینما نناقش احتیاجات البشر ولا یعول علیھا على الإطلاق ومن یجعلھا وسیلتھ الوحیدة بالقطع إنسان جاھل
أیضا مھم أن یكون المستفید واعیا بما یرید، وأن تكون ھناك مصارحة بین الأفراد ومحیطھم بشأن حاجتھم ونوع المساكن التي یفكرون بھا، قبل عشرین عاما كانت الأسرة تزید على ثمانیة أفراد وتجد الشاب یكتفي بأخذ غرفة في منزل أسرتھ ویتزوج وینجب! الآن ھذا الأمر أصبح نكتة مضحكة، «علم السكان» ومتخصصو علم الاجتماع مھم أن یكون لھم كلمتھم في التحول «الإسكاني» القادم، بل دراسة عوامل الممانعة المجتمعیة على سبیل المثال للثقة بھذه الأنماط البنائیة الحدیثة، فلا أتصور أن العقول التقلیدیة ستجد أن ھذا النمط مناسب ولا حتى من جانب الاقتصاد لدى الفرد.

المیدان ھو الرھان، نسمع عن أرقام ووحدات سكنیة فلكیة! ونقرأ كل یوم في الصحف أخبارا إیجابیة حول مشاریع الإسكان، لكن تقرأ الردود تجدھا بعیدة جدا عن التقبل، ناھیك عن الضعف الإعلامي الواضح لدى الوزارة من ناحیة تفعیل دور المستفید، فلو تم تسجیل لقاءات مصورة مع ھؤلاء لأصبحت مصداقیة الوجوه أكثر من ھذه الأرقام الصماء، مثلا حینما تسمع أنھ تم تسلیم مائة ألف وحدة سكنیة، لماذا لا ینزل فریق من الوزارة لیصور على الأقل عشرة أو خمسین مستفیدا؟ ویكون محتوى تفاعلیا؟

الجمھور الیوم جمھور شاب لن تقنعھ الطرق القدیمة أخیرا، مثل ھذه المبادرات الشابة ھي محل تقدیر، لكن یبقى المحك أن تتغیر اللغة التي تنتھجھا الجھات الحكومیة بالمجمل، وحینما أقول اللغة فأنا أعني «المحتوى والتفاعل والعرض»، سیكون ھناك أعمال ومشاریع قادمة أدعو المھتمین للاستفادة من الحضور والاطلاع، كذلك مھم أن نفكر كمجتمعات أكادیمیة أكثر بدراسة حاجات الإنسان، ولا توجد بالتأكید حاجة أكثر من الحاجة للسكن والمأوى، مھما تغیرت أنماط الحیاة یحتاج الإنسان للاستقرار ولیست المسألة عن الغریزة التملكیة بقدر ما ھي ضرورة أمنیة للفرد والمجتمع أن یحقق الفرد وجوده ویستقر لینطلق ویبدع.

المصدر

نشر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020