عقار

ياسين الجفري: رسوم الأراضي البيضاء

ياسين عبد الرحمن الجفري
قديمًا كان العقاريون وعند الحديث عن الأراضي وتركها حتى تُحقِّق السعر المستهدف يقولون إنها لا تأكل ولا تشرب، بمعنى أن وجودها لا يؤدي إلى وجود تكاليف تُؤثِّر على المالك وقراره في البيع، وبالتالي ومع وجود رسوم الأراضي البيضاء ستُصبح الأراضي تأكل وتشرب، أي أنها ستُحمِّل مالكها تكاليف الاحتفاظ بها، والتي تتمثل في الرسوم التي سيتم دفعها، ويرتبط هذا التوجُّه في عدم الاستغلال بحقيقة هامة شاهدناها في السابق حول أهمية استمرار الأرض بيضاء وعدم استغلالها، وتحديد استخدام لها، وهو سبب لم يُعرف ما هو الحكمة منه، فاستغلال الأرض واستخدامها يُؤثِّر على الطلب عليها والتعامل معها. ولكن مستقبلاً ولتفادي الرسوم يجب ألا تكون الأرض بيضاء، وإنما مُستغلَّة لأي غرض أو هدف، بمعنى أن تُستخدم الأرض، وحسب التخطيط الحالي للمدن لا يمكن استغلالها إلا في الغرض المُحدَّد لها سلفًا، والمُحدَّد من الأمانة، خاصةً إذا كانت داخل النطاق العمراني، وبالتالي تزيد من تعميق البعد عن التعامل الحالي مع العقار.
والسؤال الذي يهمنا: هل وبسبب الرسوم ستتغيَّر مفاهيم كثيرة مُوثّقة في السوق؟.. وهل ستبدأ عملية الدوران حول تعريف الأراضي البيضاء ونشهد قبولاً وتوجُّهًا نحو الاستغلال، والذي بالطبع سيكون بواسطة أقل تكلفة ممكنة لتصبح الأرض ليست بيضاء، وإنما مستغلَّة، ومعها سيتغيَّر النظر لها وعلى نوعية الاستغلال؟. وهل سنشهد طفرة جديدة في نوعية الاستغلال من طرف الملاك حتى يتم تلافي أن تكون الأراضي بيضاء وبالتالي يُدفع لها الرسوم؟، وهل سيؤدي ذلك إلى تسريع عملية التخطيط وتحديد استغلال الأراضي من طرف الجهات الرسمية؟، وهل سنشهد زيادة حجم الأراضي المُحدَّد سلفًا استخدامها، والمخططة من طرف الجهات الرسمية حتى تستطيع الدولة تحصيل الرسوم عليها؟، لا شك أن هذا التوجُّه سيُغيِّر كثيرًا من المفاهيم، وسيُسهم في زيادة المعروض من الأراضي بسبب التكاليف، ما لم يجد الملاك وسائل أخرى للحفاظ على الأرض واستمرارها كما هي، من خلال تحويل تعريفها من أرض بيضاء إلى أرض ليست بيضاء، وبتكاليف منخفضة، وربما تدر عائدًا لمالكها.
الأيام المقبلة لاشك ستكون حافلة بالتوجُّهات، والتي يُمكن التحكُّم فيها من خلال قيام الجهات الرسمية بالتخطيط لكافة المساحات داخل المدن واستغلالها، حتى لا تتكوّن أوراق ضغط تسحب القدرة على زيادة المعروض من الأراضي الخاصة بالإسكان، وتسحب البساط من النظام ولا يُحقِّق هدفه، وهو عبء لا شك كبير على الأمانات في مختلف المدن الرئيسة، والتي يتوفر فيها مساحات ضخمة غير مستغلَّة، وهذا القرار يستلزم خطوة استباقية من الأمانات ليُحقِّق النظام الهدف المعمول لأجله.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 27 يونيو 2016 3:56 م

نشر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020