عقار

نداء الجليدي: تخطيط الأحياء يهمل حركة المشاة

نداء الجليدي

هناك وسائل متعددة للنقل داخل المدن وفيما بينها، فالنقل العام جوي، بري يساهم في ربط أجزاء المدينة بصورة جيدة حيث له أوقات محددة وأماكن مخصصة، والمركبة الخاصة تلعب دوراً كبيراً في ربط وتسهيل الاتصال بين أجزاء المدينة وبين الإحياء السكنية.

والمشي الوسيلة الوحيدة للتنقل داخل الإحياء السكنية، وهي لا تقل أهمية عن الوسائل الأخرى، والسؤال متى وأين كانت آخر مرة مشيت فيها بالحي السكني الذي تقطنه؟

لقد كان لتطوير وتحسين مرافق المشاة الأثر الفعّال في إعادة الحيوية والنشاط لكثير من مناطق التجمعات التجارية والتسويقية، (مثل شارع الثميري)، وقد كانت إنشاءات القطاع الخاص تتزايد فيها الاهتمام بالمشاة، «وتعتبر أكثر المواقع الخاصة التجارية نجاحاً؛ هي تلك التي توفر الراحة والمتعة للمشاة أكثر من غيرها.

أما بالنسبة للأحياء التي يتوفر فيها نظام للمشاة بشرط مجهز بشكل جيد يعطي شعوراً بالارتياح والمحبة والتكاتف والتعاضد بين ساكنيه، ويمكن الاستعانة بالمشاة في الأحياء لمراقبة وحفظ الأمن والتواجد في كل مكان، وهذا له أثر كبير في مساعدة أجهزة الأمن. إن جو التكاتف والمساعدة الذي يبديه المشاة، يجعل من الحي والمحيط الذي يسكنون فيه، مكاناً مملوء بالحيوية والأمان، ويبعث على راحة ساكنيه.

ويدفعنا ذلك إلى توقع أن تكون مرافق المشاة جيدة ومصممة بشكل حسن، ولكن الأمر ليس كذلك، فمنذ أصبحت السيارات هي وسائلة التنقل، أعطت المخططات الحديثة الأولوية للسيارات، فشقت لها الطرق لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السيارات، وسرعة حركة المرور العالية، وفي المقابل تغيرات صفات وتركيبة الإحياء السكنية، وأصبح المشي من الاهتمامات الجانبية في التخطيط العمراني للمدن.

أصبح التركيز منصباً على وسائل الموصلات الأخرى، وبالرغم من المشاكل المترتبة على الاعتماد المتزايد على وسائل الموصلات الآلية مثل الاستهلاك الكبير للطاقة مع أدراك أن موارد الطاقة محدودة وعالية التكلفة، ومستوى من الضجيج العالي وتلوث الهواء، وأيضاً المخاطر التي يمكن إن يتعرض لها المشاة من هذه المركبات، بل إن سائقي المركبات أنفسهم ليسوا بعيدين عن مخاطرها.

أما ما يتعلق بتأثير المخططين في حركة المشاة فقد أدى الاهتمام بحركة المركبات المتزايدة إلى تجاهل حركة المشاة، كما أن معاناة الذين يعتمدون على قضاء مشاويرهم مشياً على الأقدام لم تلق تركيزاً ولم تسلط عليها الأضواء، وأن من دلائل ذلك الإهمال ندرة المعلومات الشاملة عن تنقل المشاة وبذلك فإن تصحيح الوضع وتحسين نظام المشاة يستدعي إعادة النظر في وضع السياسات والتنظيمات وتحديد مدى ومستوى تأثير ذلك على عوامل الأمن والسلامة واستعمالات الأراضي، كما أن هناك حاجة لإزالة العقبات والعوائق المادية، والنفسية، والاجتماعية، وتوفير الحماية من العوامل الجوية، والطقس المزعج، وتعزيز وزيادة التنوع البصري، وأسباب الراحة والمتعة، بحيث تكون عونًا على تحسين نظام المشاة القائم، وفي التطوير المستقبلي لأنظمة الحركة في الأحياء السكنية هو السبيل الوحيد على تشجيع ممارسة المشي لكونه الطريقة الفعالة والآمنة والصحية والممتعة في التنقل.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020