عقار

نادين عبدالله: التجربة التايلاندية

نادين عبدالله

يعيش ما يزيد على بليون إنسان فى مساكن عشوائية أو غير رسمية على مستوى العالم، وهم يعانون من نقص المرافق الأساسية وصعوبة الظروف المعيشية، بل يعيش بعضهم وهو مهدد بشبح الطرد، وعلى الرغم من خصوصية كل بلد واختلاف مشكلاته عن الآخر، إلا أن مشكلة الإسكان غير الرسمى ترجع، فى أغلب الأحيان إلى نزوح أهل الريف إلى المدينة لغياب التنمية فى الأولى، وغياب فرص السكن (الرسمى) بسعر يستطيع محدودو الدخل (أو الفقراء) توفيره.

وقد تعددت أساليب التعامل مع مشكلة العشوائيات، واختلفت طريقة التعامل مع سكانها؛ ومن ثم، تعددت قصص النجاح والفشل تبعًا لذلك. وفى مصر، حيث تثار هذه القضية بشكل ملح، وتركز الحكومة المصرية على التعامل معها عبر تغيير هذه المناطق عمرانيًا وسكنيًا، وترحيل سكانها إلى مناطق أخرى على غرار الأسمرات وغيرها؛ نعرض لتجربة مغايرة وناجحة اتبعتها الحكومة التايلاندية للتعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية.

فعليًا، سعت الحكومة التايلاندية عبر برنامج «بان مانكونغ» أو برنامج الإسكان الآمن إلى تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 90 ألف سرة فى 1546 منطقة فى تايلاند بين عامى 2003 و2011 بينما لم تصرف سوى ما يعادل 570 دولارًا لكل أسرة.

ووفقًا لهذا البرنامج، لا تقوم الحكومة بتجديد المنطقة السكنية (المبانى المتهالكة والمرافق المنقوصة والبنية التحتية المتردية) كما أنها لا تقوم بنقل سكان هذه المناطق؛ بل هى تعمل على دمجهم مجتمعيًا لأنها تسمح بعملية شاملة للتنمية الإنسانية والمكانية. فعليًا، يقع عاتق عملية التنمية هذه بالأساس على الأهالى الذين ينظمون أنفسهم فيتلقون الدعم الحكومى المطلوب. وهو ما يحدث كالتالى:

أولاً، يقوم سكان كل منطقة بتحديد مشكلاتهم واحتياجاتهم ممكن عن طريق التعاون مع المنظمات غير الحكومية أو الخبراء المختصين.

ثانيًا، يقوم الأهالى بتسجيل أنفسهم كتعاونية حيث يتشارك أعضاؤها من سكان المنطقة فى استقطاع جزء من مرتباتهم أو مدخراتهم لهذه التعاونية، على أن يتم إنفاقها على خطة التطوير المتفق عليها.

ثالثًا وأخيرًا، يأتى دور الحكومة الذى يتحدد فى تقديم الدعم المالى، أو القروض المدعمة لهذه التعاونية.

كما يحق لأهالى المنطقة وفقًا لهذا البرنامج التفاوض مع الحكومة أو القطاع الخاص بشأن ملكيتهم للأرض ولأماكن السكن؛ وبالتالى، التنازل عن عقود ملكية طويلة الأمد فى مقابل البقاء فى نفس المنطقة أى بالقرب من أماكن العمل والرزق أو على العكس التمتع بعقود ملكية طويلة المدى فى مناطق ربما أبعد، وفى هذا الإطار، تمكن حوالى أكثر من 60٪ من الأسر من إجراء مفاوضات سمحت لهم بالبقاء فى منطقتهم.

والحقيقة هى أن الحكومة التايلاندية لم تكن الوحيدة فى ابتداع هذا الحل، بل عمل العديد من المنظمات غير الحكومية فى القارة الآسيوية على تعميم مثل هذه التجارب القائمة على تنمية الأرض والإنسان معًا على غرار الائتلاف الآسيوى لبرنامج العمل المجتمعى الذى عمل على دعم أهالى مثل هذه المناطق العشوائية، ومساعدتهم فى بناء شبكات اجتماعية قوية، والانخراط فى برامج شبيهة بتلك فى 215 مدينة على مستوى 19 دولة آسيوية.

والحقيقة هى أن مثل هذه التجارب تؤكد أن هناك أنماطا كثيرة؛ وطرقا مختلفة للتعامل مع أزمة الإسكان غير الرسمى (أو العشوائى)، عن تلك التى تميل الحكومة إلى اتباعها حاليًا فى مصر، وللحديث بقية فى مقال لاحق.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020