الاقسام: عقار

من يقدم حلاً للآخر؟ هيئة الإسكان أم المطورون العقاريون؟

عدنان بن عبدالله النعيم

من الواضح جداً التغيير الذي طرأ على توجهات هيئة الإسكان نحو تطوير الوحدات السكنية في الآونة الأخيرة وتغيير استراتيجياتها بشكل واضح نحو تحقيق أهدافها بأقصر الطرق عبر التعاون مع المطورين العقاريين في انشاء الوحدات السكنية وقبلها الاراضي، ويبدو أن هذا التغيير لم يأت من فراغ حيث إن السنوات السابقة مرت هيئة الإسكان في مراحل متعددة وطويلة المدى نسبيا من أجل توفير الوحدات السكنية المطلوبة، والتي أدت إلى نتائج تنبئ ان الخطط التي اتبعتها هيئة الإسكان لن تأتي بالفوائد المرجوة على المستوى القصير والمتوسط، مما حدا بالهيئة اتباع خطط مختلفة لاختصار الوقت وتحقيق الهدف المنشود عبر منظومة يكون فيها المطور العقاري محور العمل.

منذ سنوات ونحن نتحدث عن أزمة الإسكان بين توافر الوحدات السكنية وبين القوة الشرائية لدى المواطنين، ومن الواضح جداً أن معالم هذه المشكلة لم تكن واضحة حسب ما طرح من حلول حيث إن مثلث المشكلة لم يكن متوازنا كما هو مطلوب ( الطلب على الوحدات السكنية – الاحتياج من الوحدات السكنية – القوة الشرائية لامتلاك هذه الوحدات)، مما حدا بالهيئة لرسم استراتيجية متوسطة إلى طويلة الأجل بإنشاء مجمعات سكنية في مختلف مناطق المملكة لسد هذا الاحتياج، والتغلب على مشكلة الطلب والقوة الشرائية والضغط على أسعار الوحدات العقارية وسط استراتيجية منعزلة عن واقع سوق التطوير العقاري، وما يقوم به المطورون العقاريون من مشاريع عقارية استثمارية، مما أوجد قلقا وخوفا لدى المستثمرين في كثير من مناطق المملكة، وأصبح كابوس التطوير هو هاجس المطورين في الفترة الماضية.

ومع التغيرات الأخيرة التي طرأت على هيئة الإسكان، والتصاريح المتلاحقة لمعالي وزير الهيئة بتوجه الهيئة المستقبلي نحو التعاون مع المطورين وان مشاريع التطوير العقاري هي الحل وليست جزءا من المشكلة، أصبح الرهان الحقيقي الآن يدور في فلك هذا القطاع وقدرته على تقديم الحلول الإبداعية للتعاون مع الهيئة في اختزال عنصر الزمن والكفاءة في توافر الوحدات السكنية وبالجودة المطلوبة، ولذا من الأهمية أن يتم التفكير مليا وألا تضيع هذه الفرصة وألا يخذل العقاريون الحكومة بان يكونوا مكتوفي الايدي دون أي مبادرة لتكامل ما تسعى اليه الهيئة وما تطمح إليه شركات ومؤسسات هذا القطاع.

من الواضح جداً ان موضوع التمويل العقاري يمثل هاجسا ومحورا أساسيا لهذه المشكلة، وفي نفس الوقت نرى ونلاحظ أن الحكومة تعي تماما أهمية هذا البند، وتعمل على إيجاد حلول متعددة ومتنوعة في نفس الوقت لدعم هذا القطاع، ولكن الملاحظ والمفقود هو تكامل هذه المنظومة عبر حلول معقولة ومقبولة من جميع الأطراف، وان بدا ان العقاريين ما زالوا يمارسون مهنتهم بنفس الطريقة الا انه آن الأوان للالتفاته نحو واقع السوق وما يحمله المستقبل من فرص ومتغيرات.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 7 يونيو 2015 5:45 م

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020