مشعل الملحم: 6 أنواع تأمين تحمي استثماراتك العقارية في الخارج

كيف تقوم بنزع جزء كبير جداً من القلق، الذي يعتريك حينما تقدم على الاستثمار في العقار الدولي، وينتابك الخوف على الضرر الذي من الممكن أن يلم بأموالك نتيجة كوارث طبيعية، أو أي أضرار أخرى تتسبب بخسائر مادية على العقار؟
الكويتيون، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، هم الأكثر عالمياً في توظيف أموالهم خارج البلاد بالنظر إلى عدد السكان، وعلى الرغم من أن رقعة استثماراتهم تغطي رقعة كبيرة من العالم، ابتداء من جورجيا وبلغاريا، ومرورا بمصر والأردن، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وبما أن هذه الاستثمارات معرضة وبشكل كبير إلى مخاطر جسيمة قد تعرض المستثمر إلى خسارة جزء أو معظم أمواله، فإن أغلبهم لم يضعوا في حسبانهم وضع آلية للتعويض عن الأضرار حالة حدوثها. ولا ننكر أن الكثيريين أغفلوا دور خدمات التأمين في حمايتهم.

التأمين نظام مالي يقوم بالتعويض المادي للمؤمن عن الأضرار التي يتعرض لها المؤمن عليه ضمن حدود متفق عليها بين الطرفين. فما هي أهم التأمينات الواجب على المستثمر الكويتي وضعها في الاعتبار قبل دخوله ساحة الاستثمار في العقار الدولي؟

1 ــ تأمين الكوارث

تركيا ومصر تقعان ضمن نطاق حزام الزلازل، وتضرب بعض الولايات المتحدة الأميركية عواصف مدمرة تخلع المنازل وتدمر البنية التحتية، وتتضرر بريطانيا بفيضانات الأمطار وعلو مناسيب الأنهار، كما ان سويسرا معرضة لعواصف ثلجية قد تكون سيئة أحيانا. ولا تكاد تخلو دولة من إمكانية التعرض لكارثة بيئية تستلزم التأمين ضد الأضرار المتوقعة منها.

2 ــ ضد السرقة

أغلب الكويتيين يشترون عقارات بغرض قضاء فترات العطل فيها، وما إن تنتهي الإجازة حتى يعودون إلى الكويت. واشتهر الكويتيون بالشراء ضمن نطاق جماعي، مما يخلق أحياء كويتية متكاملة، ومايوركا الأسبانية، وبحمدون اللبنانية وصبنجة التركية وميلتون كينز البريطانية، خير أمثلة على الأحياء الكويتية، بل أن بلديات بعض تلك المناطق قد أطلقت أسماء كويتية على شوارع فيها. وللكويتيين قصص كثيرة مع منازلهم التي سرقت أثناء خلوها منهم، لذا ينصح في هذه الحالة تطوير أنظمة الأمن والسلامة في المنزل، وربطها بأجهزة الأمن العامة الموصولة بالشرطة، ان أمكن ذلك، كما ينصح بالتأمين ضد السرقة تحسباً لأي أضرار تنتج عن ذلك.

3 ــ ضد الحريق

تشترط كل المباني الحديثة وضع أنظمة إطفاء حريق متقدمة وحساسة، كما أن سرعة استجابة فرق الإطفاء في بعض الدول أصبحت سريعة، لكن مازالت هناك دول لا تهتم بفرض أنظمة اطفاء الحريق على مطوري العقار ولا على ملاكه، ناهيك عن ان سرعة استجابة فرق الإطفاء فيها، قد لا تكون بالمستوى المأمول، لذلك يجب دائما توخي الحذر، فالنار لا تبقي ولا تذر، والتأمين ضد الحريق أمر مهم جدا، وسيعوض جزءا كبيرا من الأضرار المادية، إن لم يكن كلها.

4 ــ هيكل المبنى

لطالما تهاوت عمارات على رؤوس ملاكها وقاطنيها بسبب عيوب إنشائية. ولا يخفى على أحد أن الغش في مواصفات البناء وتقليل نسبة الحديد أو تخفيف الخرسانة والتهاون في إجراءات الأمن والسلامة في المباني أمر عادي في بعض الدول، ومنها دول يتملك فيها الكويتيون عقارات منذ القدم. لذلك يجب أن يحرص المستثمر على طلب وثيقة التأمين على المبنى وهيكله. فهذه الوثيقة تعوض المستثمر عن الأضرار المالية الناتجة عن تعرض المبنى لأضرار هيكلية تعيق استخدامه.

5 ــ خسارة الإيراد

تستثمر مجموعة كبيرة جدا من الشركات والأفراد في العقار الدولي بغرض تحقيق مكاسب مادية، سواء كانت ناتجة عن المتاجرة بالعقار بالبيع أو الشراء أو عن تحقيق إيرادات تشغيلية أو عن ارتفاع سعر العقار. وتعتبر الإيرادات التشغيلية الناتجة عن تأجير العقار لمستأجر واحد أو عدة مستأجرين الهدف الأول للمستثمرين، فنشطت عمليات شراء العقارات المستأجرة. وهناك العديد من الشركات الكويتية التي نجحت في مجال شراء مبان كبيرة مؤجرة، سواء إدارية أو سكنية أو تجارية، بل ان بعض الشركات طرحت بيع أسهم في الكيان القانوني الذي يمتلك تلك العقارات للراغبين في المشاركة، وانتشرت تلك المساهمات بشكل كبير في الكويت. ومن أهم المخاطر التي من الممكن أن تواجه هذه الاستثمارات وقوع ضرر بالمبنى يحول دون استفادة المستأجر من العين المستأجرة، وبالتالي دون دفعه للأجرة. ومن الممكن أن يعود المستأجر على المؤجر بطلب تعويض عن الأضرار، لذلك يجب دائما مناقشة خيارات التأمين لمثل تلك الحالات.

6 ــ تأمين البنوك ضد تعثر السداد

عصفت أزمة العقار الأميركي عام 2008 بالمؤسسات المالية العالمية، وأدخلت بعض الدول في سبات اقتصادي عميق لم تفق منه حتى يومنا هذا. وكانت شرارة هذة الأزمة تهور بنوك أميركية وانفتاحها على مقترضين عقاريين لا يملكون ملاءة مالية جيدة تغطي قروضهم في حال التعثر. اليوم تغيرت سياسة الائتمان العقاري في معظم دول العالم من متراخية إلى متشددة جدا، إلى حد قد يصفها البعض بـ «الخنق»، لكنها تهدف في الواقع إلى تخفيف الأعراض الانسحابية لتعثر المقترض. ومن أهم تلك الاشتراطات التأمين ضد التعثر المالي للسداد ورهن العقار لمصلحة البنك واختيار البنوك للعقارات الممولة بعناية فائقة، وهذا بلا شك سيخفف من رجوع البنك على اموال المقترض الشخصية في حال تعثره عن السداد.

الخاتمة

التأمين حماية إضافية للمستثمر كارتداء حزام الأمان أثناء قيادة السيارات أو ارتداء خوذة السلامة أثناء التجول في المشاريع قيد الإنشاء، لذلك يجب وبكل قوة تكريس ثقافة التأمين لدى المهتمين في الاستثمار العقاري الدولي، سواء من الأفراد أو الشركات، وقد تنوعت وثائق التأمين بشكل يصعب أن أشمل تفاصيلها ومعلوماتها في مقال واحد.. إلا أنني ما زلت عاجزا عن الحصول على معلومات تفيدني عن إمكانية الحصول على تأمين مشتري العقار قيد الإنشاء من تعثر المطور أو المقاول من إكمال أعمال البناء…! وهذا كان من شأنه لو وجد أن يخفف من معاناة الكثير من الكويتيين الذين صرفوا أموالا طائلة في مشاريع لم تر النور حتى يومنا هذا.

المصدر