الاقسام: عقار

مره أخرى مشكلة السكن «ثقافة ووعي»

راشد الفوزان

كتبتُ في أغسطس 2013 وتحت عنوان ” ثقافة السكن يجب أن تتغير” ولقي ما لقي من تأييد أو رفض أو حياد، وهذا طبيعي مع الفوارق بين بني الانسان تبعا للمؤثرات المحيطة والقدرات التي لديه، اليوم أعيد المقال بصورة أخرى، بتوضيح واسهاب أكبر بمعنى ومغزى ” ثقافة السكن ” وهي ليست كل المشكلة، فكل باحث عن السكن ” أياً كان ” يريد سكناً لا يقل عن 500 متر أو 600 أو حتى 800 متر، وأتحدث هنا عن متوسطي الدخل وأقل، أي من ينتظر الحصول على سكن باعتبار دخله لا يسمح وفق ظروفه وطبيعة حياته اليوم، أما القادر ماديا فهو يتحمل تبعات السكن الذي يريد ويتحمل تكلفته، ونحن نعرف كل متر زيادة في السكن مكلف جدا ليس ببناء وتشييد بل ما بعد أي صيانة وغيرها . الآن حين نتحدث عن متوسطي الدخل وهو ما يقارب 8000 ريال شهريا أقل أو اكثر قليلا، هل صاحب هذا الدخل سيتحمل قسطا سكنيا لتمويل او قرض لن يقل عن 500 ألف ريال وقد يصل لمليون ريال ؟

مع فرضية أنه اشترى سيارة بقسط، ولديه عائلة ولديه أطفال إلى أخره من المصاريف اليومية، هل سيتحمل صاحب هذا الدخل كل هذه الأقساط والمصروفات وقد يكون لديه ” عاملة منزلية ” أو حتى سائق ” قد ” فمن يحسب عدد العمالة المنزلية سيجدها لا تقل عن مليونين..

إذاً ثقافة السكن المقصود بها هو تحقيق ما تحتاجه وفق قدراتك وإمكاناتك المادية أو تزيد قليلا، غير ذلك سيكون عبئا كبيرا على طالب السكن، وسيقول قائل ” كما يتردد” خفضوا الأراضي وستنخفض التكلفة، ولنقل نعم ستنخفض كم ؟ الوحدة السكنية بمليون ريال انخفضت حتى 30% على فرض ذلك، يعني 700 ألف ريال هل سيتحمل منزلا لا تقل مساحته عن 300 متر، هذا إن وجد بهذا السعر؟ خاصة أن الأسر حاليا حين يكبر الأبناء يذهبون بمنازل مستقلة فمن سيبقى بهذه الوحدة السكنية الكبيرة ؟!

أهمية القناعة بالسكن مهمة، فلا تعرف تكلفة السكن من تنظيف وصيانة إلا بعد السكن وهي مكلفة، وصغر الوحدة وفق الاحتياج، فبيوتنا ووفق دراسات ومهندسين أي الفلل 40% منها مساحات مهدرة، ولنسأل أنفسنا “مجلس الرجال ومجلس الطعام “مقلط”، والأحواش والسطح وغرف تحت إضافية وغيرها ” كم مرة تستخدم بالسنة ؟!

وكم يكلف كل ذلك تنظيفا وصيانة وكهرباء وغيره ؟

لا أقول إلا أن يحاول الباحث عن السكن أن يبحث وفق إمكاناته وقدراته والأهم يستغل كل متر بسكنه لا تترك فراغات تكون مكلفة بالشراء أو الصيانة والكهرباء وغيره، كذلك أهمية عدم التشدد بموقع محدد ومكان محدد، وإن حصل على سكن وعمل خارج المدن الكبرى فهو أفضل لمن يريد مستقبلا يستطيع ان يدخر منه واسعار أقل، وطبعا اتفهم الجميع يريد بجانب أسرته ومن يحب، ولكن هل تملك القدرة على تحمل تكاليف كل ذلك ماليا ؟!

ثقافة السكن والوعي بها هي أن يكون هناك تناغم وفهم واستيعاب حقيقي بين قدراتك وإمكاناتك المالية، وما يمكن أن يتاح من خلاله، وإلا فالطموحات كبيرة ولا سقف لها. والمقارنة مع القادرين غير منصفة لأنهم مستعدون لتحمل تكاليف باهظة جدا وهذا شأنهم، ولن يكون الناس سواسية فتلك سنة الله في خلقه.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 11 نوفمبر 2015 3:59 م

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020