بناء

محمد الحسيني: قطاع الإسمنت وحرق الأسعار

محمد الحسيني

المنافسة هي أساس التجارة، وليس هناك اقتصاد عالمي ناجح من دونها، لكن عندما تتحول إلى حرب أسعار بين الشركات، وتصبح مجالاً لإخراج الشركات المنافسة من السوق فإنها تفقد معنى المنافسة الحقيقية، ولا تعدو سوى ممارسات فوضوية لا تمت للتجارة بصلة.

وهذا هو ما يحدث الآن في سوق الإسمنت بالمملكة، منذ العام الماضي، فحرق الأسعار الذي تمارسه بعض الشركات أدى إلى تخفيض أسعار الإسمنت لأدنى مستوى، فضلاً عن انخفاض أرباح الشركات المدرجة في سوق الأسهم بنسبة وصلت إلى 70 % وذلك وفقاً لما أعلنته بعض شركات الإسمنت نفسها، بل ودخول بعضها خانة الخسائر.

هذا الوضع الغريب الذي بتنا نلاحظه اليوم أضحى يشكل صورة سلبية لهذا القطاع الاقتصادي المهم، فهو إضافة لما يسببه من توتر للسوق بصفة عامة، فإنه يؤدي لخسائر كبرى للشركات العاملة بهذا المجال، وخروج صغار المنتجين من السوق، خاصة عندما تعمد بعض الشركات لبيع منتجها بأسعار متدنية قد تكون دون التكلفة الفعلية، من أجل الإضرار بالشركات الأخرى، ودفعها خارج السوق.

وحتى لا يصبح الكلام على عواهنه أو من قبيل الإنشاء، فسأشير هنا إلى ما وجهه رئيس اللجنة الوطنية لشركات الإسمنت بمجلس الغرف سابقاً الدكتور زامل المقرن، من نصائح للشركات الكبرى، وقال إن عليها أن تحترم المنافسة بسوق الإسمنت، حتى لا تتكبد هي والشركات الأخرى الكثير من الخسائر، وتدفع صغار المنتجين للخروج من السوق.

وهو أمر ليس في صالحها، نظراً لأن عدم وجود تنافس شريف وعادل سيؤثر بالمجمل على أداء قطاع الإسمنت بصفة عامة، وتكون محصلته النهائية الإضرار بمصلحة المستهلك النهائى، حيث تنفرد به شركات بعينها.

هذا الكلام تؤكده توقعات المراقبين للأسواق بعدم تحسن أداء قطاع الإسمنت قبل الربع الرابع من العام الحالي، بسبب حرب الأسعار المستمرة، وما يسببه ذلك من تداعيات على صناعة الإسمنت خصوصًا والاقتصاد الوطني عمومًا.

نحن إذاً أمام مشكلة كبرى إذا استمر الوضع بنفس الوتيرة الحالية، فهناك آلاف المواطنين الذين يوظفهم هذا القطاع سيفقدون وظائفهم، وهناك الآلاف من المواطنين من حملة أسهم هذه الشركات الذين قد يفقدون مدخراتهم، وهو ما يحتاج إلى تدخل قوي من الجهات المعنية وبمقدمتها وزارة التجارة والاستثمار، والهيئة العامة للمنافسة المشرفة على تطبيق نظام المنافسة بالمملكة، ومن واجبها تعزيز وتشجيع المنافسة العادلة، ومكافحة الممارسات الخاطئة بالقطاعات الاقتصادية المختلفة. وذلك حتى لا تغرق السفينة بمن عليها، من يعلق الجرس قبل أن تقع الفاس في الرأس، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020