مازن بليلة: ابنيها لتحييها

في الأمثال الحجازية القديمة، (جنّة بلا ناس ما تنداس)، كناية عن أن الأراضي البيضاء غير المأهولة لا قيمة لها، وأن أسعارها المبالغ فيها أمر غير طبيعي وغير حقيقي ولا يمت للاقتصاد ولا للتنمية بصلة، وأطلقت وزارة الإسكان، هاشتاق (ابنيها لتحييها)، تمهيداً لبدء تطبيق رسوم الأراضي البيضاء.

وبالرغم من ترقب المواطنين صدور لائحة رسوم الأراضي، بالنظر إلى دورها الكبير في تقليل ممارسات الاحتكار، وإسهامها في رفع نسبة تملك المواطنين السعوديين للمنازل، إضافة إلى اتساق ذلك مع رؤية 2030، كل ذلك لم يمنع الوزارة من إعلان التأجيل مرة أخرى.

وكان وزير الإسكان، قد أعلن في بداية الشهر، أن الوزارة أنهت لائحة رسوم الأراضي البيضاء بالتنسيق مع خمس وزارات، وأنها في مراحلها الأخيرة في هيئة الخبراء ومجلس الشؤون الاقتصادية، وسوف تصرف متحصلات رسوم الأراضي البيضاء على مشروعات وزارة الإسكان، وإيصال المرافق العامة إليها، وتوفير الخدمات العامة فيها.

البنود الأولية المعلنة، في اللائحة التنفيذية متدرجة، وقد ظن الناس لفترة طويلة أن الرسوم لن تطبق، لكثرة الاعتراضات التي مرت بها، ومع ذلك يظل الأمل لتطبيقها قائماً، رغم التأخير الأخير، خصوصاً أن القرار الذي اجتاز كل الجهات التشريعية، أقرّ مؤخراً بقرار مجلس الوزراء الموقر.

الأراضي البيضاء، مثل القمر، الذي يتغنى الشعراء بجماله، ويُفتنون بضوئه، ومع ذلك أعلنت وكالة الفضاء الروسية مؤخراً، أن غزو القمر يعتبر مسألة سمعة لا تجارة، ومن المستبعد أن تساهم فيه شركات خاصة، لأن المنفعة التجارية فيه منخفضة، فالقمر أرض فسيحة، ولكنها غير اقتصادية، لأن كل مقومات الحياة الطبيعية فيها مفقودة.