عقار

فيليب بوفيير: مبادرات المدن الذكية وصنع الوظائف

الابتكار أمر حيوي لحل كل من مشكلات قطاع الأعمال والمشكلات الاجتماعية الأخرى المعقدة. ولكن يبدأ الابتكار عندما تتوافر البنية التحتية المناسبة والموارد للشركات الناشئة ورواد الأعمال لتكون الابتكارات مدمرة، ولهذا السبب يتطلب من البيئات الحضرية أن تكون مبتكرة.

تتطلب التغييرات الديموغرافية والبيئية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية أن تكون المدن أكثر كفاءة واستدامة، كما تزداد حدة المنافسة بين المدن لجذب المواهب والاستثمارات، فهم يطمحون إلى استضافة دورة الألعاب الأولمبية، أو كأس العالم، يرغبون في بناء جامعات عالمية، ويريدون جذب انتباه الشركات العالمية.

وقد يكون هدفهم بناء علامات تجارية خاصة بهم بهدف جذب الشركات الجديدة والمقيمين والزوار. دخلت ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن إدارة المدن في سبعينيات القرن الماضي، مع انتشار تقنية النطاق العريض “البرودباند”.

أسهم إنشاء المدن الرقمية في إيجاد عديد من فرص العمل في المدن الأوروبية والأمريكية، ووفرت البنية التحتية الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناطق المتمدنة ببدايات القرن الـ20 فرصة الوصول إلى المعلومات في أي وقت ومن أي مكان وبواسطة أي جهاز.

وتبنت المدن بسبب التحديات التي تواجهها إقليميا، استراتيجيات وشعارات مثل المدينة الذكية في ماليزيا، المدينة الاقتصادية في السعودية، المدينة الكلية في كوريا الجنوبية، المدينة البيئية في الصين، المدينة الذكية في أوروبا فضلا عن مدينة العالم في مختلف أنحاء العالم مثل نيويورك أو لندن أو باريس.

تعد مبادرات المدينة الذكية في أوروبا وسيلة مفيدة للمدن لتحقيق أهدافها وصولا إلى عام 2020 في مجال البيئة والعمل والابتكار والتعليم والحد من الفقر،وقد أطلقت كوريا الجنوبية مصطلح المدن الكلية على المدن التي تعتمد على الاتصالات والتكنولوجيا بشكل أساسي، كما أعلن رئيس الوزراء مودي عام 2013 أن الهند تحتاج إلى 500 مدينة جديدة في العقدين المقبلين. والإمكانات الكبيرة للإنترنت ستمهد الطريق لدولة جديدة ذات إمكانات نمو عالية.

ومن المتوقع أن تقوم الصين خلال عشرة إلى 20 سنة مقبلة، بإنشاء أكثر من 1000 “مدينة بيئية” جديدة، والعمل على تطوير 170 مدينة متسارعة النمو، مع استمرار هجرة السكان إلى المناطق الحضرية، تتعرض المدن إلى تدقيق السكان على الخدمات المقدمة،وأصبحت جودة المعيشة المعيار الرئيس لجذبهم.

يتعرض قطاع الطاقة والرعاية الصحية والمرافق العامة لكثير من الضغوط أكثر من أي وقت مضى، ما يؤثر في كفاءة الخدمات العامة، فحادث طارئ في الشبكة قد يؤثر في شبكة النقل، التي قد تؤثر بدورها في البيئة، وبالتالي قد تنعكس آثارها على نظام الرعاية الصحية.

تعاني المدن عدم قدرتها على مواكبة التوسع العمراني بسبب سياسة الإدارة التي تعمل بمعزل عن بعضها بعضا. فالتنسيق ضئيل أو شبه معدوم بين الإدارات المختلفة للمدينة المسؤولة عن النقل والمياه والطاقة والأمن.

يذكر أنه حتى وقت قريب لم تكن التكنولوجيا الموجودة تلبي متطلبات الوصول إلى الإدارة المتكاملة للمدينة، وقد أثبتت المدن المنعزلة عدم قدرتها على مواكبة التغيير، مع قيام موظفي القطاع العام باستغلال سلطتهم ومناصبهم على حساب التعاون.

تحتاج المدن إلى نوع جديد من الإدارة المتمدنة يدعم مزيدًا من التعاون والتنسيق بين الإدارات، يستفيد من أحدث ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “التكنولوجيا الذكية”، ويعمل على مواءمة الحوافز بين الإدارات لتحقيق هدفها المستقبلي المشترك للوصول إلى المدينة المستدامة.

هل يوجد على الأقل مدينة واحدة مبتكرة؟ تعد سنغافورة المدينة الوحيدة التي أطلقت برنامجا لإعادة بناء إدارتها وكسر عزلتها، تعمل سنغافورة على استراتيجية الأمة الذكية 2025، في سبيل التوفيق بين السياسات والشعب والتكنولوجيا، وتحسين كل جوانب الحياة لتعزيز القدرات الوطنية.

حيث لاحظت الحكومة في سنغافورة القيود التي تفرضها العزلة على الأصعدة كافة، ابتداء من البنية التحتية والصناعة والمواهب، إلى الحوكمة.

لذا، تطمح سنغافورة إلى تجميع المعلومات من مختلف الجهات الحكومية، وتسهيل تبادل المعلومات بين مختلف المؤسسات في الوقت نفسه. وقد بدأت سنغافورة في تشرين الأول (أكتوبر) 2014، اتباع تحليلات مبتكرة من أجل تطوير الأمة الذكية التي ستكون منصة موحدة بين جميع الدوائر الحكومية.

وضمن هذا السياق، صرح لي هسين لونج رئيس الوزراء: سنجعل اقتصاد بلادنا (سنغافورة) أكثر إنتاجية، وحياتنا أفضل، ومجتمعنا يلبي احتياجات شعبنا وتطلعاته.

تعد الإدارة الشاملة للمدينة أكثر كفاءة من وجود إدارات منفصلة لكل قسم على حدة، وتبقى نتيجة عمل الدوائر مع بعضها بعضا تحت إشراف إدارة واحدة، أفضل من العمل بشكل منفصل، حتى في حال التعاون كانت النتيجة جيدة، في حال تعاون باقي الإدارات مع بعضها بعضًا ومشاركتها المعلومات وتنسيق عملياتها، فإن النتيجة ستكون لصالح المدينة ككل.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 23 ديسمبر 2018 7:08 م

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020