هذا الاتجاه انطلقت في تنفيذه عدة مدن لعل من أبرزها مدينة أمستردام التي بدأت كأول مدينة تنفذ هذا الاتجاه في عام 2015م، وهناك بعض المدن بدأت في تطبيق هذا التوجه مؤخراً كميلانو، ولشبونة، بعد أن حققت امستردام نجاحاً كبيراً في الاقتصاد المشترك حيث تمتلك العديد من التطبيقات التي تسمح بالمشاركة وتبادل المنفعة اقتصادياً واجتماعياً بين السكان، ولعل الأمر المهم الذي ساعد تلك المدن في نجاح تطبيق هذا التوجه هو وجود إدارة موحدة للمدينة بخلاف ماهو موجود لدينا من تنوع المسئوليات المتعلقة بإدارة المدينة وتوزعها بين عدة جهات.

هناك مزايا عديدة من تبني هذا الاتجاه لعل من أبرزها تعزيز روح التعاون المشترك والتبادل الاقتصادي المنفعي الذي يؤدي بدوره في توفير فرص اقتصادية تنافسية في المدينة، بالإضافة إلى زيادة التعاون الاجتماعي التكافلي، والأهم من ذلك كله هو تعزيز دور المشاركة المجتمعية في إيجاد حلول للمشكلات وتلبية احتياج سكان المدينة المختلفة.

ولعلي هنا أعطي أمثلة توضح هذا الاتجاه بشكلٍ أكبر حيث يمكن أن تتاح المشاركة من خلال تقديم خدمات رعاية صحية منزلية، أو تعليمية أو معالجة مشكلات التخطيط الحضري كالازدحام المروري وخلافه حيث أن أحد التطبيقات التي يمكن توفيرها هو إدارة المواقف في المدينة بحيث يقوم السكان وملاك المباني بمشاركة المواقف المتاحة التابعة لهم حول المباني الحكومية والمجمعات التجارية وتوفيرها برسوم تحدد من قبل إدارة المدينة وتكون الرسوم مناصفة بين صاحب المبنى وإدارة المدينة.

وهناك تطبيقات أخرى متنوعة منها ماهو مختص بإتاحة الفرصة لتأجير السيارات الخاصة، وأخرى تختص بتأجير المساكن أثناء فترة السفر، وأخرى تختص بتأجير المساحات المهدرة في المباني، ومنها تطبيقات تعاونية تسمح بتوفير خدمات مجانية عن طريق الاستعارة من الآخرين.

المصدر