فهد الصالح: المدن العملاقة.. تحديات وفرص

تُعرَّف المدن العملاقة Mega Cities بأنها المدن التي تنمو عمرانياً بشكلٍ متسارع ويعيش بها أكثر من 10 ملايين نسمة، وتواجه المدن العملاقة الكثير من التحديات ولا شك أن التحدي الأكبر لهذه المدن يكمن في عدم قدرتها على السيطرة على النمو، بالإضافة إلى أن تطوير البنية التحتية عادة في المدن العملاقة لا يواكب حجم النمو السكاني والتوسع العمراني الكبير الذي تشهده تلك المدن.

وهناك مخاطر ومشكلات عديدة يعانيها سكان المدن العملاقة لاسيما مدن العالم الثالث يأتي في مقدمتها الازدحام بسبب التكدس السكاني، وكذلك ارتفاع تكلفة الحياة والمعيشة نتيجةً لغلاء الأسعار، وزيادة الأمراض بسبب تكون تجمعات عشوائية وارتفاع مستويات التلوث، بالإضافة إلى زيادة الضغط على الخدمات والمرافق نتيجةً لزيادة أعداد السكان.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك مدناً استطاعت تفادي هذه المخاطر والمشكلات والاستفادة من الإمكانات والمزايا النسبية من خلال القدرة على التحول ولعب أدوار اقتصادية وإنتاجية بالاستفادة من الموارد البشرية والمادية والابتكار والتطور المعرفي والتقني حتى أصبح لها تأثير قوي في خارطة الاقتصاد العالمي حيث تعمل على المنافسة والسيطرة على قدر كبير من صفقات الأعمال التجارية وجذب رؤوس الأموال وهنا تبرز طوكيو وشنغهاي وبكين في آسيا ونيويورك ولوس انجلوس في أميركا ولندن وباريس في أوروبا.

في واقعنا المحلي نجد أن مدن الرياض وجدة والدمام قادرة لأن تكون مدناً عملاقة لما تملكه من مقومات جيدة في البنية التحتية وبالإمكان أن تنافس مدن العالم في حال تم الاستفادة من الإمكانات والموارد المتاحة بكفاءة عالية، وكم أتطلع لأن تقدم تلك المدن خططاً تنفيذية للتحول إلى مدن عملاقة بحيث تكون مبنية على أسس عمرانية واقتصادية وبيئية وتكنولوجية، تراعي المعايير والخصائص الأساسية التي تضمن تحولها إلى مدن عملاقة ذات تأثير عالمي من خلال التخصص في الوظيفة وتطوير البنية التحتية وتعزيز شبكات النقل الداخلي والخارجي وتحسين الخدمات والمرافق العامة وحماية البيئة من التلوث وتوفير البيئة الاستثمارية الملائمة لزيادة الإنتاج وتوفير تسهيلات في مجال الخدمات المالية، والعمل على جذب وتوطين المراكز الرئيسية للشركات العالمية والمؤسسات المالية والمصانع الكبرى ومراكز الابتكارات والاختراعات الحديثة في مجالات الاقتصاد والمعرفة والتكنولوجيا والثقافة والإعلام، وتعزيز قدرات الجامعات والمراكز التعليمية.

المصدر