الاقسام: عقار

فكر المواطن

د. بدر المقبل

لدي إيمان كامل بضرورة تغيير المجتمعات عاداتها وثقافتها وفق ظروفها الاقتصادية والسياسية.

كما أُقر بخطأ اجتزاء الكلام من سياقه العام، ومن ثم بناء وجهة نظر حول هذه الجزئية،، من دون اعتبار لباقي الكلام.. فهذا إغفال لأهم عناصر نظريات الاتصال وهو: (السياق)، ومن درس هذه النظريات أو قرأ عنها يعرف أن هذا العنصر من أكثر العناصر تأثيرا في فهم مراد المتحدث وتأثيره في تلقي الآخرين للفكرة.

وبناء عليه لا أتفق مع من يرى أنه تم التعاطي مع رأي الوزير على طريقة: (ولا تقربوا الصلاة)، وأنه من سوء حظ الوزير أن كلمته لم تنشر كاملة!

لأن الكلمة نشرت كاملة وتم تداولها بشكل كبير (في مُشاهدتي الأخيرة للمقطع كاملا كان عدد المشاهدات ٥١٨٩٨ مشاهدة)، وأعتقد أن التعاطي مع كلمة الوزير وردة الفعل تجاهها كان متناسبا مع تبسيطه للقضية بطريقة صادمة للمتلقي.. حيث نقل المشكلة بطريقة غير واعية من ساحة وزارة الإسكان والمطورين العقاريين إلى ثقافة المواطن المسكين!.

صبر المواطن سنوات وهو ينتظر الحلول من أصحاب القرار، وفي لحظة يخرج المسؤول ويقول بشكل بسيط جدا: لا حلول للإسكان إلا من خلال تغيير ثقافتكم وفكركم تجاه مفهوم التملك.. وبإصرار عجيب يصمت عن مشكلات ثقافية أكبر، ذات أثر مباشر في تعطيل عمل وزارته وأهمها: عدم العدالة في توزيع الثروات والمنح الوطنية!

أعتقد أن الخطأ الذي وقع فيه معاليه هو إغفاله مفهوم (السياق) الواسع الذي لا يقتصر على الكلمات والجمل السابقة واللاحقة فحسب، بل يشمل كل ما يتصل بالكلمة من ظروف وملابسات، فالعوامل غير اللغوية المتعلقة بالمقام الذي تُنطق فيه الكلمة لها أهميتها البالغة في هذا الشأن.

إذن السياق هنا، ذو جانبين مختلفين ومتكاملين في تأويل الموقف وتحليل كلمة الوزير:

الأول: لا يخرج عن كونه تركيبًا أو نظمًا لغويًا، وهذا الجانب واضح ولا لبس فيه.

والثاني: خارج عن التركيب اللغوي متجاوز لحدوده، ولكن يبقى رغم كونه ينتظم عناصر غير لغوية لا يقل أهمية عن النظم اللفظي في تحديده معاني الحدث اللغوي وهذا النظم هو ما سمي بالسياق المقامي.

وهنا وقع الإشكال في عدم وعي الوزير بهذا الجانب.

لذا يجب أن نوضح أن نظرية الاتصال، وعنصر (السياق) تحديدا تفرض على المتحدث أن يكون واعيا بالظروف المحيطة به من جهة شعور المواطن بالمظلومية والإهمال من قبل وزارة الإسكان التي وقفت سنوات طويلة عاجزة عن إيجاد حلول عملية للراغبين في تملك المسكن وفق ما يتناسب مع ظروف المجتمع وعاداته المعيشية، وبعد سنوات الانتظار هذه، يخرج علينا معاليه في صورة المثقف والمنظِّر الاجتماعي ليمارس دورا ليس له!

إن أفق توقع المجتمع كان ينتظر من الوزير حلولا عملية عاجلة، غير أنه فاجأ الجميع بمصادمة هذا التوقع ولم يكتف بذلك بل اتهم أصحابه بتمسكهم بثقافة موروثة تقليدية يجب التخلي عنها!

هنا تكون الملامة على الوزير – الذي لم يهتم بالسياق العام المتحفز – وليس المتلقي الذي كانت سخريته بقدر ألمه من الحال الذي وصلت إليه قضيته في البحث عن المسكن.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 10 نوفمبر 2015 9:18 ص

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020