مع الوقت المحدد لتحقیق رؤیة 2030 نھضت الدولة بكثیر من المشاریع المستھدفة فتح القنوات المختلفة في جمیع أنشطتھا ومھدت تذلیل العراقیل الاجتماعیة التي كانت مكبلة الحیاة الاجتماعیة فاتحة الطریق أمام المرأة والرجل لكي یسھموا في خلق تنمیة مستدامة.
وكان الشغل الشاغل تھیئة الأفراد لأن یكونوا مؤھلین لمجابھة أعباء الحیاة من خلال العمل، ومن تلك السبل تذلیل الطریق أمام المشاریع الصغیرة والكبیرة بفتح المعاھد التدریبیة، والآن ومع القرارات الجدیدة حدث فك عرى الترابط بین الجھات المشرفة، ھذا الحال خلق حالة من التشتت والتھدید بإغلاق تلك المعاھد.
فمعاھد التدریب وجدت نفسھا في حرب من قبل البلدیة وقراراتھا الجدیدة، تلك القرارات التي خرجت إلى الواقع من غیر دراسة شافیة أو الأخذ في الاعتبار للمعاھد المقامة قبل القرار، ففجأة تطالبك البلدیة بتغییر المباني ونقل المعاھد من أماكنھا وفق لائحة جدیدة دون أي اعتبار لأقدمیة الاستثمار، وتمنح مھلة سنة فقط في ظل الظروف الاقتصادیة الصعبة لدى أصحاب المشاریع الصغیرة!
فقد حصلت معاھد التدریب على تراخیص من المؤسسة العامة للتدریب التقني والمھني وموافقة على اشتراطات المباني الحالیة وطلبت منھم مسطرة معینة فأقاموا التكسیر والترمیم لمواقعه، وبھذا تكون حجم الخسارة المالیة فادحة مما جعل تھدید الإغلاق حاضرًا.
ولیس ھذا فحسب بل تم فرض رسوم مكتب العمل لعمال النظافة بمبالغ مبالغ بھا، ولدى ھؤلاء الكثیر من الشكاوى التي رفعت لكي یتم تحریر خطواتھم لإحداث نقلة نوعیة في مجالھم، ومن الظاھر أن الجھات المشرفة على تلك المعاھد تعاني من تخبط، إذ إنھا خلقت من نفسھا منافسا لتكون ھي جھة تدریب أخرى، وأعتقد أن تعدد وتضارب الجھات المشرفة یؤثر على جودة مخرجات معاھد التدریب!
حسنًا، لماذا لا توجد جھة واحدة تتولى الترخیص والتنظیم للتدریب في المملكة بدلاً من الأجھزة المتعددة التي تشرف على المعاھد والمراكز وتتنافس على خنقھا والتضییق على المستثمر في مجاله؟
وھذه المعاھد التدریبیة ترید أن یلقى الضوء على مستقبلھا من قبل وزارة التخطیط، ھل یكمل أصحابھا الجھد الذي بدأوه أو أن یكفوا عن الأحلام التي بذروھا.