عقار

عبده خال: المدارس في سوق العقار!

عبده خال

كنت أقرأ تأكيد المتحدث باسم وزارة التعليم الذي حصن وزارته من العين واستفتح تصريحه مؤكدا أن وزارته تستعد لإطلاق مشروع «تأجير الأراضي» التي تملكها وزائدة على حاجتها في مناطق لديها اكتفاء من المدارس الحكومية للمستثمرين في القطاع الأهلي.

هكذا.. فجأة ظهرت ثروات الوزارة من الأراضي البور وتريد القفز إلى مصاف العقاريين بتأجير أراضيها على أصحاب المدارس الخاصة متناسية أن أعدادا مهولة من المدارس (في جميع المراحل) يدرس الطلاب في مدارس مستأجرة معظمها متداع..

وكم تعب أهالي الطلاب ومديرو المدارس في المكاتبات لإيجاد مدرسة حكومية تحقق الحد الأدنى من الأجواء التعليمية، وكل المكاتبات يتم نسيانها في أدراج المسؤولين بوزارة التعليم مع تغافل تام لأوضاع المدارس التي وصل بعضها إلى خانة (آيلة للسقوط) وبعضها ليس لها أي وسائل سلامة وبعضها ضيقة يتم حشر فضائها بأعداد مهولة للتحول إلى أقفاص دجاج.

وإذا كانت الوزارة أرادت أن تميل على أصحاب الأموال لزيادة دخلها (رغم أن الوزارة لديها أكبر ميزانية في الدولة)، فناتج العملية سوف يغرمه المواطن الذي هرب بابنه أو ابنته إلى المدارس الخاصة وذلك بسبب سوء بنيان المدرسة الحكومية، وبالضرورة سوف ترتفع الرسوم على ذلك المواطن.

وقد ضحكت من الحيثيات التي بينت أسباب إيقاف التراخيص للمدارس الأهلية كون تلك المباني المستأجرة غير المصممة لأغراض تعليمية.. شيء مضحك ليس لشيء سوى أني على اطلاع تام على بعض المدارس الحكومية المستأجرة والتي لم تمر على خيال الوزير، فهي غرف لا تصلح لأي عملية تعليمية (حتى لو كانت معدة لتعليم تقشير البصل)، فكيف لا تتنبه الوزارة إلى تلك المدارس التي تقوض فيها التعليم كونها مباني لم تصمم لأغراض تعلم فك الحرف.

ولو أراد مسؤول واحد في الوزارة المراهنة على ما أقول فسوف يخسر الرهان لأنه لا يعرف الواقع الميداني، لذلك أقول له كنا في أيام الصيف نتحول إلى لحم مندي بسبب ضيق الفصول المحشورة بأعداد تتعداها إلى الأسياب المقابلة وتعطل المكيفات واتساخ الأرض وروائح الطلاب تتعارك مع روائح المأكولات.

هل علم الوزير أو أحد مسؤولي الوزارة عن واقع بعض المدارس خصوصا المستأجرة قبل اتخاذ قرار تأجير الأراضي البور..

ربما يكون الوزير حديث عهد بالوزارة، لذلك أتمنى أن يراجع المكاتبات (من كل صوب) والتي تطالب بنقل أبنائنا من المدارس المستأجرة احتراما لآدمية أولئك الأطفال واحتراما للعملية التعليمية.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 31 أغسطس 2016 12:42 م

عرض التعليقات

  • الوزارة لن تبني او تفتتح أي مدرسة حكومية بعد الآن الاتجاه لتخصيص التعليم واتمنى ان ينجح التخصيص ولا يكون الغرض الاستنزاف

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020