عقار

عبدالله بن بخيت: وسط الرياض

عبدالله بن بخيت

يبدو لي أن مشروع تطوير وسط الرياض يهدف إلى إنشاء وسط مدينة downtown أسوة بالمدن في كثير من بلاد العالم. مشروع جاء متأخراً، مركز المدينة أساسي لكي تعرف أين تبدأ المدينة وأين تنتهي يضاف إلى ذلك وهو الأهم أن يعبر عن الهوية التي تتميز بها عن المدن. وسط المدينة في كل المدن التي زرتها لا ينطوي فقط على مراكز أعمال وتسوق وترفيه.. إلخ، ولكنه ينطوي على تراث المدينة وأصالتها، في بعض المدن يمكنك أن تلمس في وسط المدينة كيف كان أهل هذه المدينة يعيشون في الماضي وما الوسائل التي كانوا يستخدمونها للعيش قبل عصر التقنية الحديثة.

من حسن الحظ ما زالت الرياض تحتفظ بكثير من المنازل والأحياء القديمة بصورتها التي تركها أهلها في السبعينيات، فرضت فوضى العقار في الطفرة المالية في ذلك الزمن على الناس ترك بيوتهم القديمة والرحيل شرقاً وغرباً، تركوا ماضيهم الذي عاشوا فيه أبسط حياة بحثاً عن الحياة الجديدة التي أخذت تزدهر في مناطق مختلفة من الصحارى التي كانت تحيط بالمدينة، حدث تدافع كبير للفوز بقرض البنك العقاري السخي في حينه وشجع تجار العقار هذا التدافع لجني الأرباح الكبيرة، لم توفر البلدية أي خطة لتطوير ما تركه أهل الرياض من مبانٍ وبيوت فبقيت على حالها تتداعى ببطء وتؤدة لولا أن الله شاء أن يغمرها العمال الأجانب بحضورهم لكانت اليوم مرتعاً للأشباح والقطط والكلاب الضالة، عندما تجوب اليوم الأحياء القديمة كالشميسي والقرنين وما بين العطايف والسويلم والظهيرة وغيرها من مناطق وسط الرياض سترى كثيراً من الحزن والكآبة وسط فوضى عارمة، ازدحام سيارات وبيوت مسكونة بأعداد من البشر فوق طاقتها الاستيعابية وبيوت مهجورة غير صالحة للسكن وأخرى متهدمة تندلق من أحشائها تفاصيل حياة ساكنيها في الأيام الخوالي.

من سوء الحظ قرر مشروع تطوير وسط الرياض هدم كل هذه المساكن وإبدالها بمبانٍ جديدة على الطراز الحديث مع لمسات تشي بالماضي كما يظهر في الفيلم الذي أنتجته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، باختصار لن يبق من الرياض سوى اسمها، كأن وسط الرياض القديمة الذي نراه اليوم تشكل نتيجة بناء عشوائي خارج النظام لا تراث بشر عاشوا فيه وبنوه بعرقهم وتعبهم ودفنوا فيه أحبابهم الذين سبقوهم إلى الموت، هذه البيوت المتداعية كانت منطلق هذا الوطن الذي ننعم بالحياة الرائعة فيه.

الأحياء القديمة المتداعية في الرياض تمثل تراث المملكة وتاريخها وكيف كان أهلها، على الأقل يحتفظ بحي أو حيين منها على حالها بعد ترميمها وتحصينها هندسياً وإعادتها إلى ما كانت عليه على وجه الدقة، تتحول إلى معلم سياحي يحدثك عن الرياض وأهل الرياض وكيف عاشوا أبسط حياة.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020