عقار

عبدالله المزهر: لا ساكنًا عرفت ولا سكنًا..!

عبدالله المزهر

رأيت كما رأى الناس وزارة الإسكان وهي تبني منزلا في يومين، أو تركب قطعه بمعنى أكثر دقة، والحقيقة أن هذا أمر جميل لكنه ليس إنجازا، وهذا ليس تقليلا ـ معاذ الله ـ من الجهد الذي تبذله وزارة الإسكان، ولكنه ليس إنجازا لأن هذه الطريقة في البناء معمول بها منذ سنوات، وكثير من المباني الحكومية بنيت بهذه الطريقة قبل عقود مضت.

ثم إنه ليس إنجازا لسبب آخر لو افترضنا جدلا أن هذه الطريقة جديدة وأن وزارة الإسكان هي أول من عمل بها في هذا الكوكب، وهو أن مشكلة الباحثين عن السكن لم تكن أبدا في مدة البناء، أظن أنهم يريدون البدء في البناء ثم لا يهم متى سينتهون منه، وأظنهم يتقبلون فكرة البناء في عامين برحابة صدر ويجدونها أمرا رائعا.

والمشكلة الأخرى أني حيث أبحث عن منزل للشراء فإن مساحته وسعره والعلاقة بينهما هي ما سأفكر فيه، وهي من ستحدد هل أنا قادر على شرائه أم إني سأكتفي بالنظر إليه، لن أكون مهتما البتة بالمدة التي استغرقها البائع في عملية البناء. حتى لو كان بناه في خمس دقائق، هذا الأمر لا يشكل فارقا للباحث عن السكن.

ومن باب الإنصاف فإن وزارة الإسكان موقرة ومشكورة تقوم بالكثير من الجهد، لكن المشكلة تكمن في أنا لأني لم أستفد من هذه الجهود، فقد أرسلت لي الوزارة كثيرا من الرسائل النصية تخبرني أني مرشح لأحد مشاريعها العارية وأن كل ما عليّ فعله هو الذهاب للموقع المحدد وسأجد ما يسرني، وقد ذهبت مرتين ووجدت أناسا يعملون بكل تفان وإخلاص ويدلونني على المكان الذي سآخذ منه القرض وعلى الشركة التي ستبيعني المنزل.

والحقيقة أني مقدر لهذا الجهد، ومتفهم لدقة العمل وانسيابيته، لكني أستطيع القيام بهذا بنفسي، أستطيع الذهاب للبنك وأخذ قرض عقاري ثم الذهاب إلى بائع وشراء المنزل دون حاجة لدور الوساطة الرائع الذي تقوم به الوزارة مشكورة.

الأمر الآخر الذي يشكل معضلة بالنسبة لي ـ وهذا لعيب في تفكيري وليس في الوزارة حاشاها من كل عيب ونقيصة ـ هو أني أجد صعوبة في تصديق الجهات التي تعتمد على المشاهير في الدعاية، خاصة إذا كانت الخدمات التي تقدمها لا تحتاج إلى دعاية. فبعض الجهات مثل وزارة الإسكان دعايتها الوحيدة التي ستلقى رواجا دون تكاليف هي أن يسكن الناس، أو ألا يصبح حصولهم على إسكان مشكلة ولا معضلة، لا أكثر ولا أقل، والناس كما تعلمون لا يسكنون في عروض البور بوينت، ولكنهم يسكنون في البيوت حسب آخر معلوماتي.

وعلى أي حال، لا مشكلة في أن تعتبرني الوزارة ومشاهيرها واحدًا من محدودي الفهم الذين لم يستوعبوا ما تقوم به، ولا مشكلة لدي في أن تكون كل تصوراتي عنها خاطئة، سأكون سعيدا إن كنت مخطئا أكثر من سعادتي لو كان ما أعتقد عنها وعن منتجاتها صحيحا.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020