أعلنت وزارة الإسكان یوم الثلاثاء الماضي نجاح تجربتھا في بناء منزل في یومین؛ وذلك باستخدام تقنیات حدیثة؛ وكان المنزل من تصمیم وتنفیذ مھندسین سعودیین بالتعاون مع إحدى الشركات العالمیة المتخصصة.
الوزارة أكدت أن تجربتھا تلك تأتي لتحفیز القطاع الخاص للاستثمار في السكن؛ وللمساھمة في سرعة تملك المواطنین لمنازلھم بأسعار تنافسیة، وبجودة عالیة، حیث أشار وزیر الإسكان الأستاذ ماجد الحقیل إلى دعم تلك المبادرة باتفاقیات مع ثلاث شركات عالمیة كبرى، وتمویل إنشاء 9 مصانع لھا بنحو 600 ملیون ریال، مضیفًا: إن ذلك سیساھم في رفع نسبة تملك المواطنین السعودیین لمساكنھم الخاصة لتصل إلى 60 %عام 2020م، وإلى 70 %بحلول 2030م.
وھنا نحن مع أیة مبادرة أو برنامج یساعد في وصول محدودي الدخل لبیوت تضم فِراخھم بعد سنوات من الانتظار، وبالتأكید ندعم الإفادة من أحدث التقنیات في ذلك المسار أو المیدان؛ ولكن ما نخشاه أن تكون مثل تلك المبادرات والمشروعات مجرد فُقَّاعات وفَـرقَعات للاستھلاك الإعلامي؛ وتفاصیلھا لا تتجاوز الملفات والورق، والمحصلة ملایین أخرى تهدر.
فللأسف الشدید تجاربنا مع الوزارة منذ كانت ھیئة، أنھا ورغم ما قدمتھ الدولة لھا من ملیارات تتلوھا أخرى، ما زالت تدور في دوامة
فكرية مغلقة، وتصریحات وإطلاق برامج ودفنھا، وھذا لم یعقبه إنجازات واضحة وملموسة على أرض الواقع تواكب عطش المواطن البسیط لسكنه الخاص.
كل ذلك صنع أجواء متوترة وغائمة بین طائفة كبیرة من المواطنین ووزارة الإسكان الذین أصبحوا یُشككون في كل ما یصدر عنھا، وما تُبَادر فیه أو تفعله حتى أن بعضھم سخر من منزل الیومین، وأطلق العنان لخوفه من سكناه مشترطا لفعل ذلك أن یسبقه إلیه مسؤولو الوزارة.
أخیرا ندعو الله صباح مساء أن تنجح وزارة الإسكان في إزالة ذلك التوتر وتلك الغیوم، وأن تكون قادرة على معالجة أزمة السكن عبر منتجات تصل للناس ویقبلون بھا، ونسبة إنجاز حقیقیة على أرض الواقع؛ بعیدا عن إعلانات شركة العلاقات التي تعاقدت معھا لتروج لها.