عبدالله الجعيثن: كانت عقبة من رحلة بناء بيت العمر

تطرقنا في مقال سابق في صحيفة مال عام 2013م للأنظمة البلدية الخاصة بالارتدادات لبناء الفلل وأنها كانت تأخذ الحيز الأكبر من عقبات المواطنين خاصة في ظل صغر حجم مساحات الأراضي وارتفاع قيمتها و وها نحن اليوم نشهد إعلان الشؤون البلدية والقروية مشكورة تعديل وتطوير أنظمة البناء في الارتدادات والسماح بالبناء بالارتدادات جهة المجاورين وتلاصق الملحق الخارجي بالبناء.

وكان المقال بعنوان عقبة من رحلة بناء بيت العمر الي كانت عقبة من رحلة بناء بيت العمر علي هامش معرض الرياض للعقارات والإسكان سألني أحد الأشخاص يملك أرضا بمساحة صغيرة، لماذا عند شراء ارض لا يتم خصم قيمة الارتدادات حيث أنني لن استغلها وان فعلت سيتم معاقبتي بغرامة مالية للبناء في ارتداد منزلي!

السؤال المهم هو عندما يتداول أغلب المقبلين علي البناء موضوع إنشاء بيت العمر يقفون كثيرا عند مراحل البناء مثل سعر الأرض! ميزات الموقع! من سيكون المصمم المعماري المبدع ؟ ومن هو المقاول الأمين؟

ولكن تجدهم مسلمو الأمر عندما يأتي الحديث عن الاشتراطات البلدية وتجدهم عوضا عن ذلك يأخذون الطريق السهل المؤقت وأصعب المؤلم في نهايته ألا وهو عمل كما يسمي المخطط التنفيذي ومخطط البلدية والذي أقل ما يقال عنه مخدر الذي ريثما تنتهي مرحلة الإنشاء ينتهي مفعولة ليواجه المواطن شبح مراقب البلدية عند إعطاءه فسوحات ورخص إتمام البناء ومعه مخالفة لتلك الاشتراطات والتي تتركز مجملها علي الارتدادات والقليل من الزيادات في المباني.

السؤال المطروح لماذا يتحمل المواطن غرامة وضريبة بناء في ملكيته  وخسارة حوالي 40% من قيمة الأرض! كون المساحة المرخص فيها البناء هي 60% ! ولو أخذنا على سبيل المثال أرض مساحتها  500م2 بقيمة 1700ريال/للمتر المربع ستكون القيمة الإجمالية للأرض 850,000 ألف ريال وإذا خصمنا القيمة المالية للارتدادات سيكون هنالك مبلغ مقدر بـ 340,000ألف ريال هدر في مساحات الارتدادات الغير مستغلة!

النقطة الأهم هي عند سؤالنا المسئولين بالأمانات والبلديات لماذا المواطن ملزم بتلك الإشتراطات تجد الرد هو أن هذه أنظمة بلدية للمحافظة على خصوصية الجيران وأيضاَ اشتراطات للدفاع المدني  في حال حدوث حريق ( لا قدر الله ) وسيكون من السهل علي رجال الدفاع المدني التحرك بالارتدادات والسيطرة لإطفاء النيران بالمنزل! ولكن هل من المعقول أن  يأخذ بالطريق الأسهل في الموضوع ويترك المواطن في دوامة التفكير كيف يستفيد من كل متر و كيف يتحايل علي تلك الاشتراطات لكي يستغل تلك الأرض ذات المساحات الصغيرة في الحجم و الكبيرة المكلفة في القيمة.

الأمل من البلديات والدفاع المدني أن نعمل قليلا لإيجاد بديل لتلك الاشتراطات، مثلا تطبيق اشتراطات وأنظمة إنذار وإطفاء آلي للحريق في المنزل تحت رقابة البلديات والدفاع المدني لإخماد النيران والتي لو ما تم تطبيقها ستعطي الحرية للمواطن لاستغلال تلك المساحة المهدرة واستخدام تلك الارتدادات بمساحات قليلة ومن جانب آخر تقليل الوقت والجهد علي رجال الدفاع المدني في حال نشوب حريق ( لا قدر الله ) خاصة في المدن المكتظة بالسكان كمدينة الرياض والمدن الكبرى الأخرى.

المصدر