يتوقع المراقبون وخبراء التسويق صراعاً قوياً ومرتقباً بين الأساليب الحديثة في فن التسويق والاقتصاد التقليدي، وخاصة مع الموجة التي اجتاحت سلوك المستهلك، فمن الصعب التكهن بكيف سيكون عليه الحال خلال السنوات العشر القادمة، وخاصة أن كل ما نريده الآن أصبح متاحاً On Line . ( التطبيقات الذكية )
ونشاهد خلو مواقع عقارية تجارية في العالم يتزايد مع التقدم التقني وكثرة التطبيقات الحديثة التي تقدم خدمات لوجستية لمقدم ومتلقي الخدمة مثل خدمات التوصيل والمشتريات والخدمات والترفيه المنزلي من ألعاب وقنوات فضائية والتعليم عن بعد مستفيدة من إمكانيات الشبكة العنكبوتية في إيجاد عالم افتراضي يقدم علوم حقيقية تحت سمع وبصر المتعلم.
هذا الصراع حتماً ستكون فيه الغلبة للتقنيات الرقمية التي ستهزم برامج الخروج من المنزل للشراء أو الترفيه من خلال السينما والمقاهي والمطاعم بسبب الاقتصاد والتوفير.
التطبيقات الذكية تغزو العالم
مع غزو هذه التطبيقات الحديثة التي تطور نفسها يوماً بعد يوم، سيكون الوقت سلعة ثمينة ومحسوبة بكمية الإنتاج، لذلك سيكون خلال السنوات العشر القادمة الكل مشغولاً، لأن الزمن المهدر في غير الإنتاج سيمثل خسارة فادحة لأصحاب الأعمال، وستعود روح الانضباط من جديد للموظفين الذين سيكون وضعهم مثل موظفي أرامكو أو البنوك حاليا الذين أحيانا لا يرون الشمس خلال فترة دوامهم، من المنزل إلى العمل وبالعكس، وسيعمل الفرد على الحد من ارتفاع مصروفاته وتكاليفه.
ونتصور أن الوضع الاقتصادي الجديد سيجعل الحركة في الرياض دؤوبة في الشوارع والمحطات المترو مثل كل دول العالم، خاصة في أوقات الذروة التي ستزدحم بالموظفين والعاملين في الشركات وسط الأحياء، وفي المقابل ستجد قلة من يتمشى في الأسواق أو يذهب إلى أماكن الترفية فقط من بيتك إلى عملك، ليس لديك وقت للأسرة ولا للترفيه الكافي، وحتى دخلك لن يغطي المنصرفات مما سيجعل كل أفراد الأسرة يتجهون للعمل، وستتعود الأسرة على الوجبات السريعة والوجبات الجاهزة التي ستطلبها طبعاً عن طريق التطبيقات الذكية، وقد تدخر منها لإفطار الغد لتحمله معك للمكتب أو محل عملك أياً كان موقعه.
لذا مع تسارع العجلة الاقتصادية والحاجة إلى الإنتاجية العالية للمنافسة، سيكون طلبات الإنترنت أكثر من الخروج إلى المطاعم للترفيه، وسيكون الأكل في الخارج أكثر أوقات العمل أما العشاء سيكون في المنزل أو ستنام بدون عشاء من رهق العمل أو لتقليل تكاليف المعيشة التي سترتفع أسعارها لاحقاً.