بناء

طلال القشقري: بِنَاء بِلا بَنَّاء

م. طلال القشقري

بدايةً أُشِيد بموافقة مجلس الوزراء على إلزاميَّة العمل بِكُود البِنَاء السعودي، وهي خطوة داعمة ومهمَّة لقطاع البِنَاء!.

والكُود لمن لا يعرف هو مجموعة من المواصفات الهندسيَّة التي ينبغي مراعاتها عند البِنَاء، وهو مُقتبس من المواصفات العالميَّة مثل الأمريكيَّة والبريطانيَّة والألمانيَّة وغيرها، لكن بعد تعديلها لتتناسب مع ظروفنا المحليَّة!.

يعني هو دستورنا الوطني للبِنَاء، وإنْ تمَّ التقيُّد به فهو الضامن -بعد الله- لسلامة وجودة البِنَاء!.

هذا هو الخبر الحسن عن كُود البِنَاء، أمَّا الخبرُ السيئ فهو عدم وجود البَنَّاء السعودي أصلاً، وأقصد بالبَنَّاء؛ العامل، أو الفنِّي، أو حتَّى المهندس الذي يبني بيديه في مواقع البِنَاء، فللأسف إنْ كانت هناك مواصفات في الكُود عن التربة مثلاً، فبنَّاؤها هو أجنبيّ، وإن كانت عن الحديد فبنَّاؤه أجنبيّ، وإن كانت عن الخرسانة فبنَّاؤها أجنبيّ، وهكذا الحال لكافِّة مواد البِنَاء، ويا قلب لا تحزن!.

وهكذا ينفرد البنَّاؤون الأجانب بالكُود السعودي، ويحتكرون سوق البِنَاء السعوديَّة من قمِّة رأسها لأخمص قدميْها، وهكذا يصبح الكُود سعوديًّا بالنظريَّة والمظهر، وأجنبيًّا بالجوهر والتطبيق، وهو في ذلك يُشبه القمر ليلة البدر في أنَّ له وجهًا مُنيرًا وَقَفًا مظلمًا، وللمرَّة «التسعطعشر» يا قلب لا تحزن!.

أنا أرى أنَّ تأهيل أجيال لا تنقطع من العُمَّال والفنِّيين والمهندسين السعوديين ممَّن يعملون بالكُود أهمّ من كتابته وتدوينه، ويُفترض كذلك أن يسبق تأهيلهم الكتابة والتدوين، وأن نراهم وهم يحتفظون بنسخة الكُود الورقيَّة في مكاتبهم، ونسخته الإلكترونية في جوَّالاتهم، يدرسونه، يستوعبونه، يطبِّقونه، يحفظونه عن ظهر قلب، وحفظه شرف عظيم، والله يُحبُّ عبده العامل بيديه والمتقن لما يعمل، والبِنَاء أعظم عمل، وأجيالُنا هم الأصل والغاية، والكُود هو الفرع والوسيلة!.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 17 فبراير 2017 3:37 م

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020