سليمان الدليجان: توقعات لسوق العقار 2019

تعطي الأرقام الأولية للتداولات العقارية في الربع الاول من العام الحالي علامات استمرار لقوة التداول وارتفاع الاسعار في بعض المناطق السكنية، خصوصاً في المواقع المميزة النادرة.

أما بالنسبة للعقار الاستثماري، فالطلب مستمر على الاراضي الاستثمارية بغرض التطوير، لكن الطلب على العقارات ذات الدخل أعلى لعدة اسباب:

1 – طلب المؤسسات والافراد والشركات لعقارات مدرة افضل بالنسبة لهم كإيراد سريع مقابل الوقت المستغرق عند شراء تطوير الاراضي.

2 – طول إجراءات تطوير الأراضي الاستثمارية، خصوصاً عند إيصال التيار الكهربائي، الذي قد يستغرق أشهراً، الأمر الذي يصرف نظر بعض المستثمرين عن الشراء.

3 – توفر بعض العقارات المدرة ذات التشطيب الممتاز يشجع على شرائها، كما أن ذلك لا يُغني عن القول إن بعض العقارات ذات التشطيب السيئ والمواقع العادية تعاني من انخفاض الطلب عليها نتيجة وفرة المعروض من هذا النوع. اما بالنسبة للقطاع التجاري، فإن الطلب في جميع المناطق، خصوصا في المناطق القليلة العرض، مثل جليب الشيوخ والجهراء والمباركية، يزيد من فرص ارتفاع أسعارها مستقبلاً، ومن المتوقع استمرار الطلب على العقارات في منطقة الشويخ الصناعية والري والعارضية الحرفية وأسواق القرين.

بإختصار، فإن التوقع لهذه السنة استمرار الطلب على العقار بشكل عام، مما يعضّد من فكرة ارتفاع أعلى للعقار وليس بالضرورة ارتفاعاً كبيراً، وأسباب الطلب القوي هو استمرار المستثمرين، وليس الراغبين بالسكن بالمضاربة أو التطوير، نتيجة عدم توفر فرص أخرى جادة حالياً بالسوق المحلية مقابل استقرار العقار، بالإضافة لانصراف البعض عن الاستثمار الخارجي نتيجة تذبذب أسعار العقار بالخليج وانخفاض بعض العملات في دول أخرى من العالم.

ما زال في الدنيا خير يعمد بعض التجار الذين يتهمون في فترة من الفترات بالتمادي في رفع أسعار عقاراتهم، للتبرع لسكن عائلات عربية أو غير عربية متعففة أو ضعيفة الحال.

أحد التجار سخّر جزءاً من ممتلكاته (4 عمارات) لسكن ضعيفي الحال بإيجارات منخفضة أو مجاناً. كما يتهم بعض التجار بالجشع أو التلاعب، فهناك جوانب مضيئة من التجار الآخرين، الذين يقومون بالتبرع من دون مِنَّة او طلب كلمة شكر. هذه الأخلاق جُبِلَ عليها التجار منذ عهد بعيد، فكثير من التجار أيام الغوص أبقى بعض البيوت المملوكة لهم لبعض الكويتيين المعدمين مادياً بعد عودتهم من رحلات الغوص الطويلة والمتعبة.

لذلك، فإن الدنيا مازالت بخير بوجود مثل هؤلاء التجار الذين نتمنى ان يحذو الآخرين حذوهم. استحواذ أوبر على كريم قامت شركة أوبر بشراء شركة كريم للشرق الأوسط. والشركتان قائمتان على تكنولوجيا التوصيل وسيارات الأجرة.

والسعر المدفوع في شركة كريم 3.1 مليارات دولار، أي ما يقارب 900 مليون دينار! لا تقوم مثل هذه الشركات بشراء او استحواذ على شركة اخرى مماثلة لها إلا بناءً على عدة أمور عدة منها:

1 – قوة الشركة، التي تنطلق من عدد المشتركين والانتشار الجغرافي والتوسع السريع.

2 – قوة المعرفة في المجال نفسه والتقدم في تطوير التطبيق الإلكتروني.

3 – كمية المعلومات المتوفرة. والأخيرة هي التي تهمنا، فالحديث بالحديث يذكر، وبعض المقيمين العقاريين بالكويت لديهم خبرات كثيرة، لكن السوق المحلية لا يقدّرها.

مثلاً نشر مناقصة لتقييم عقارات عدة، يتقدم إليها مجموعة من المقيمين، ولا ينظر للخبرات او كمية المعلومات التي يمتلكها هذا المقيم، بل ينظر لأقل الاسعار، حتى بلغ سعر متر تقييم العقار السكني 5 دنانير! في الغرب لا يوجد مثل هذا الوصف للمقيم، فالخبرات وكمية المعلومات لدى الشركة او المقيم الفرد هي الفيصل في اختياره.

للمزيد