د. هيثم باحيدرة: المنازل وصداقة البيئة

إن الاهتمام بالمحافظة على البيئة يستلزم تقييم حجم الموارد التي نستهلكها نحن والعائلة ولا بد من البحث المستمر عن طرق لتقليل انبعاثات الكربون، وفي هذه الأيام، أصبح من السهل جدا تزويد المنزل بتجهيزات بسيطة صديقة للبيئة ويمكن أن يكون لها تأثير فعال في مثل هذه الأهداف.

ابتداء بالإضاءة، لا شك أن أحد أفضل وسائل الراحة في المنزل الحديث القدرة على إضاءة أي مكان في المنزل تقريبا عبر مفتاح كهربائي بسيط. لكن كل مرة نستخدم فيها المفتاح الكهربائي تؤثر في قراءة العداد وتتحول إلى تكلفة.

وأحد خيارات خفض هذه التكلفة استبدال نوع المفتاح الكهربائي مثل استخدام مفاتيح التحكم في شدة الإضاءة التي تسمح بضبط المصباح عند مستوى توهج أقل، وانخفاض مستوى التوهج يعني انخفاض الاستهلاك وبالتالي انخفاض الفاتورة، كما تعد أجهزة ضبط التوقيت والإطفاء التلقائي خيارا مفيدا آخر للعائلات التي كثيرا ما تترك المصابيح مضاءة، لأن الجهاز الذي يتحكم في إطفاء المصابيح في وقت محدد سيحول دون تشغيل العداد طوال اليوم عندما لا تكون هناك حاجة إلى ذلك.

والمصابيح المستشعرة للحركة توفر المال هي الأخرى لأنها تقوم بتشغيل الأضواء تلقائيا عند دخول أي شخص إلى الغرفة ثم توقف تشغيلها بعد خروجه عندما لا تستشعر أي نشاط.

وبطبيعة الحال فإن نوعية المصابيح المستخدمة تحدث فرقا كبيرا في كمية الطاقة المستهلكة، فالمصابيح المتوهجة التقليدية تستهلك طاقة أكبر بكثير من مصابيح الهالوجين المتوهجة الأكثر حداثة، ومن مصابيح الفلورسنت المدمجة، والمصابيح ثنائية الصمام التي لا تستهلك طاقة أقل فحسب، ولكن عمرها أطول من ثلاثة إلى 25 ضعفا.

وينبغي دوما البحث عن تصنيف استهلاك الطاقة بعدد النجوم على المصابيح والتأكد من إعادة تدوير المصابيح القديمة التي تحتوي على الزئبق بطريقة مسؤولة.

وتنعكس أنشطتنا اليومية في فاتورة الكهرباء الخاصة بمنازلنا، سواء كانت المنازل تحصل على الطاقة عن طريق الكهرباء وحدها أو عبر مزيج من المصادر مثل استخدام الغاز الطبيعي، وترتفع تكاليف التدفئة والتبريد وتوفير الكهرباء لمنافذ الطاقة في المنازل بشكل سريع، لذا فإن أي تغييرات يمكن إجراؤها لتقليل الاستهلاك ستعود بالنفع على جيوبنا وعلى بيئتنا.

وتحظى تكاليف التدفئة والتبريد بنصيب الأسد من الفاتورة الكهربائية لكل منزل. لذا تجب صيانة مكيفات الهواء وأجهزة التدفئة للحصول على أفضل أداء واستبدالها عند تعطلها أو عندما نستطيع شراء الأحدث منها. ووفقا لما تسمح به ميزانية كل أسرة يمكن استبدال الأنظمة القديمة بأنظمة جديدة أكثر فاعلية وبطبيعة الحال أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة. وعلى الرغم من أن شراء هذه الأنظمة الحديثة يعد استثمارا مدفوعا مقدما، إلا أن التوفير طويل الأجل يستحق العناء. إضافة إلى ذلك غالبا ما تكون هناك خصومات ضريبية تساعد على تعويض هذه التكلفة.

وتعد النوافذ والأبواب المعزولة استثمارا آخر يمكن أن يضيف كثيرا إلى جهود التوفير، وأنواع الأبواب والشبابيك التي تستخدم نظام تصنيف الطاقة بالنجوم أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من الطرز التي تم تصنيعها حتى قبل عشر سنوات، حيث تعمل على إبقاء الهواء الدافئ والهواء البارد داخل المنزل أو خارجه، وهو ما يؤدي أيضا إلى انخفاض تكاليف التدفئة والتبريد.

ومن الأدوات الأخرى غير المكلفة نسبيا التي يمكن أن توفر في فواتير التدفئة والتبريد منظمات الحرارة ذاتية التشغيل، التي يسهل العثور عليها وتثبيتها. ومن خلال برمجة منظمات الحرارة للحفاظ على درجة حرارة المنزل أقل أو أعلى أثناء الليل وعندما لا يكون هناك أحد في المنزل يمكن تجنب دفع تكاليف التدفئة والتبريد غير الضرورية بشكل تلقائي.

ومن الأجهزة الأخرى التي تستخدم الكهرباء جهاز سخان المياه. إلا أنه من خلال الانتقال إلى استخدام سخانات المياه التي لا تحتوي على خزانات، يمكن للمنزل العادي توفير كثير من المال سنويا، ومن الممكن تثبيت وحدة مركزية توفر المياه عند الطلب للمنزل بالكامل، أو استخدام وحدات فردية مثبتة في كل حمام ومطبخ وغرفة غسيل ملابس وغيرها من المناطق التي تتطلب وجود سخان مياه.

وتعمل هذه الوحدات بواسطة تسخين المياه فقط عند فتح الصنبور، بدلا من وجود خزان ضخم من المياه التي يتم تسخينها لتكون على أهبة الاستعداد للاستخدام باستمرار.

المصدر