دائماً ما يعترضنا هذا التساؤل خلال يوميات عملنا سواء من قبل الزملاء أو العملاء، بل لا يكاد يخلو مجلس من المجالس اليومية إلا ويطرح فيه هذا السؤال القديم والمتجدد دائماً، فحلم امتلاك منزل للأسرة هو هدف لكل شخص يسعى لتأمين الاستقرار لأفراد أسرته عبر ضمان سكن كريم يحتويهم ويكون بنفس الوقت ملاذهم المستقبلي- يإذن الله- وللإجابة على هذا السؤال هناك الكثير من العوامل التي لابد من أخذها في الحسبان قبل الإجابة عليه وسيكون محور الحديث عن العقار السكني، ( شراء منزل )
أهم العوامل المحددة لشراء العقار السكني
ورغم اختلاف العوامل المؤثرة في اتخاذ مثل هذا القرار من شخص لآخر حسب الظروف الخاصة بكل فرد؛ إلا أن هنالك أربعة عوامل رئيسية مهمة ومشتركة بين الجميع وهي :-
1. الوضع الحالي لراغب الشراء (موظف – متقاعد).
2. القدرة المالية لراغب الشراء أو توفر التمويل العقاري المناسب (نقداً – تمويل تجاري أم مدعوم).
3. نوع العقار وموقعه ( فيلا – شقة – المدينة – الحي).
4. السوق العقاري ( العرض – الطلب).
الوضع الحالي لراغب الشراء
بالطبع يرغب الجميع بامتلاك منزل الأحلام ويسعون بذلك إلى الاكتفاء والارتياح من دفع الإيجارات الحالية ولكن ترتبط تلك الرغبة ويحدد وقتها بشكل مباشر بعمل الشخص، فالموظف الشاب بالعادة يكون لديه متسع أكبر من الوقت لجمع المال والترقي وظيفياَ وزيادة راتبه مع السنوات القادمة وبالأخص في حالة رغبته بالشراء عن طريق البرامج التمويلية بينما في المقابل يضيق ذلك الوقت بالموظف الذي قارب على التقاعد وأصبحت الحاجة لديه إلى الإسراع في اتخاذ قرار الشراء أكبر نظراً لتقاعده وبالتالي انخفاض دخله الشهري وقلة البرامج التمويلية المخصصة للمتقاعدين في الغالب أو زيادة هامش الربح لها .
القدرة المالية لراغب شراء منزل
تلعب القدرة المالية لراغب الشراء الدور الأساسي في اتخاذ القرار أو تأجيله، فمن يملك السيولة اللازمة ستكون لديه المقدرة على الشراء فور توافر العقار المناسب له، بينما في المقابل من يرغب في التمويل سيرتبط ذلك القرار بشكل مباشر مع مقدار مبلغ التمويل ونسبة هامش الربح وتوافر الدفعة المقدمة كما تلعب هنا برامج التمويل المدعومة من الصندوق العقاري ووزارة الإسكان عاملاً مهماً في مساعدة المواطن على الشراء.
نوع العقار وموقعه
إن طبيعة عين العقار المراد شراؤه يؤثر في القرار، فشراء فيلا أم شقة يرتبط بشكل مباشر بحجم وعدد أفراد الأسرة, فالشقة السكنية بالطبع سيكون ثمنها أقل من الفيلا، كذلك الأمر لموقع العين العقارية فالأحياء التي تقع بأطراف المدينة والمخططات الجديدة ستكون أرخص من تلك الواقعة في داخل المدينة ومتوافر بها كافة الخدمات.
السوق العقاري
من العوامل المساعدة على اتخاذ قرار شراء المسكن هو قيمته السوقية والتي بدورها تخضع إلى قاعدة العرض والطلب الاقتصادية، فكلما ارتفع الطلب زادت قيمة العقار والعكس صحيح, فالأحياء القريبة من المدينة والمتوفرة بها الخدمات سيكون الطلب عليها مرتفع بالمقارنة مع الأحياء البعيدة والأقل خدمات وهكذا.
الخلاصة
بعد استعراض أهم العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار شراء منزل الأحلام لابد من الإشارة إلى أن قرار الشراء هو قرار فردي خاص بالشخص الراغب بذلك، وعليه قد تختلف أهمية تلك العوامل من شخص لآخر حسب حالته فمن على عجلة من أمره ولديه القدرة المالية لن يمانع في دفع مبلغ أكبر، وفي المقابل إن الشاب الذي لديه أسرة صغيرة سيكون لديه متسع أكبر من الوقت لاختيار الحي المناسب له والسعر الأنسب لقدرته المالية أو قد ينتظر لانخفاض الأسعار كي يتخذ قرار الشراء وهي الحالة الأفضل والأنسب لوضعه.