عقار

د. عبدالله الفرج: سوق العقار بين الكم والكيف

د. عبدالله الفرج

يعاني سوق العقار في المملكة بشكل مزمن من هوة بين العرض والطلب. وهذه الهوة ليس فقط في الكم وإنما الكيف أيضاً. فمثلما نعرف، فإن سوق العقار كان وحتى فترة ليست بعيدة عرضة لتدخلات من قوى غير قوى السوق، ولذلك فإن تطورها، ولفترة طويلة، كان خارج إطار العرض والطلب. أو بالأصح خارج إطار العرض والطلب الحر اللذين هما عماد كل سوق. وأنا أشرت في مقالات سابقة، إلى أن النظم والقوانين لم تكن، فيما مضى، تسمح لشركات التمويل العقاري بالنشاط.

فعرض المساكن على المحتاجين لها لم يكن مسموح به إلا بعد اكتمال بناء تلك المساكن. وهذا خلق العديد من المشكلات: أولها عدم تمكن العقاريين من مواكبة الطلب، فكانت معظم الوحدات السكنية تبنى من أجل التأجير وليس التمليك.

الأمر الأخر نوعية المساكن المبنية، حيث كانت ضمن أدنى المواصفات والمقاييس. والسبب يعود، إلى الضوابط المتشددة على النشاط العقاري وعدم توفر السيولة الكافية لإنشاء وحدات سكنية وفقاً لأعلى المقاييس، وهذا خلف تركة ثقيلة. فرغبة رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة في الربح دفعها لبناء عمائر من طابقين وشقق مشوهة من الداخل والخارج. الأمر الذي أثر على منظر مدننا وخاصة العاصمة.

إن عمائرنا السكنية تمتد لكيلو متر طولاً، في حين أن ارتفاعها لا يتعدى طابقين في مغلب الأحيان، ملتهمة معها المساحات التي يمكن أن تخصص للمتنزهات والحدائق، ووصف أحد الزملاء للشقق المكونة لتلك العمائر بأنها أقرب إلى العنابر منها للوحدات السكنية لا يبتعد عن الواقع كما أكد زميل آخر. فبناء شقق ذات مواصفات عالية يحتاج إلى رؤوس أموال أكبر من إمكانية مغلب المستثمرين العقاريين.

فحرمان هؤلاء من الحصول مسبقاً على أموال المستفيدين، قد وضعهم أمام خيارات محدودة، كانت محصلتها التركة العقارية من العمائر المشوهة التي نراها أينما ذهبنا- والتي تختلف عما نراه في البلدان التي نزورها. والسبب يعود إلى أن شركات التمويل العقارية في تلك البلدان تضع مخططات لمساكنها ضمن أعلى المواصفات من قبل مكاتب تصميم متطورة، وذلك حتى تستطيع منافسة غيرها من الشركات العقارية التي هي الأخرى تبني وحداتها السكنية ضمن أعلى المعايير والمواصفات.

إن القيود المتشددة التي كانت سائدة لفترة طويلة في سوقنا العقارية قد ظلمت الناس وأجبرتهم على العيش في وحدات سكنية هي أقرب إلى العنابر منها إلى المساكن، ولذلك، ومثلما يقول بعض الزملاء فإن على سوقنا العقاري المريض، حتى تعالج نفسها، أن تنظر على الأقل إلى الأسواق العقارية في الدول المجاورة مثل البحرين وإلى شركة رائدة مثل شركة بن فقيه.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020