عقار

د.سمية السليمان: المدن الذكية

د. سمية السليمان

إن لكل مدينة تحديات خاصة فيها مما توارثته من نتائج سلبية لقرارات تخطيطية، وإنه من المهم أن نفرق بين أولويات المدن وعدم معاملتها من منظور واحد بفرض الحلول الأحادية عليها.

لعل هناك ثلاثة أطراف تتنافس في وضع الحلول هم: متخذو القرار أو السياسيون، والمخططون والمعماريون، وأخيرا شركات التقنية، التي تسوق لحلول ذكية. هذه الأطراف قلما نجدهم يجتمعون في وضع الحلول وإن كانت الحلول، التي تجمع بينهم هي الأمثل من حيث التكامل.

إن تطبيقات المدن الذكية تعتمد على عدة تقنيات منها إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوكتشين. تحت مسمى «المدن الذكية» يكمن الكثير من الغموض حول ماذا تعني بالضبط، وكيف يمكن الاستفادة منها؟

تعرفت مؤخرًا على نموذج طورته مجموعة أبحاث المدينة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (City Research Group,

MIT) بإدارة البروفيسور المعماري كينت لارسين (Kent Larsen). في هذا النموذج يكون الهدف الأساسي لاستخدام تطبيقات المدن الذكية خدمة الإنسان، وهو هدف قد نتناساه بسهولة عندما نركز على التقنية بانبهار.

يحدد لارسين خمس مراحل لاستخدام التقنية لإحداث تحولات حضرية ذات تأثير إيجابي على حياة الناس وهي: التبصر (insight)، والتحول (transformation)، والتنبؤ (prediction)، والإجماع (consensus)، والحوكمة (governance).

في مرحلة التبصر يكون التركيز على فهم الوضع الراهن أو المشكلة، وذلك من خلال إيجاد طرق جديدة للحصول على بيانات تسهّل فهم السلوكيات المعقدة، فَلَو أن الأمر متعلق باختناقات مرورية يمكننا الاستفادة من بيانات الهواتف الذكية، التي توضح أنماط الحركة وأوقات الزحمة والأماكن الأكثر تأثرًا وغيرها الكثير.

بعد ذلك تأتي مرحلة التحول، وهي عبارة عن تدخل تصميمي يفترض أن يحل المشكلة. هذه المرحلة تليها مرحلة التنبؤ، التي تسمح بتوقع نتائج التدخلات، والتي تم تصميمها لدراستها بشكل وافٍ قبل تطبيقها في هذه المرحلة تستخدم النماذج والمحاكاة من أجل تسهيل عملية اتخاذ القرارات.

أما مرحلة الإجماع، فهي تُعنى بمشاركة الناس مباشرة في فتح مجال الحوار حول المشكلة المطروحة، حيث تسمح بالاستماع إلى فئات المجتمع المختلفة لأخذ منظورها في عين الاعتبار والوصول إلى حلول ترضي غالبية الأطراف. تكمن أهمية هذه الخطوة في توطيد أواصر المجتمع، التي بالتالي تنعكس إيجابيًا على مستوى جودة الحياة.

وأخيرا يأتي جانب الحوكمة، الذي يضبط تطبيق الحلول الذكية من خلال تشجيع الأطراف ذات العلاقة بدعم الحلول، التي تفيد المجتمع. هنا يمكن لجانب الحوكمة أن تحفز ملاك الأراضي على سبيل المثال أن يتخذوا قرارات تزيد من الرقعة الخضراء أو تقلل تكلفة الأراضي وغيرها.

إن الإمكانات لتطبيقات المدن الذكية هائلة، ولكنها بالدرجة الأولى تحتاج لأناس أذكياء في استخدامهم لها.

هؤلاء يعطون الإنسان أولوية، وإن كانت هناك بعض التطبيقات القليلة على أرض الواقع ما زلنا بعيدين كل البعد عن جعل التقنية تخدمنا بالشكل الأمثل. لم يعد من المناسب تكرار أنماطنا التخطيطية، التي يلحقها دعاء يطلب طرح البركة. نحتاج لحلول ديناميكية ومبنية على البيانات والأدلة لتشكيل مستقبل مدننا.

المصدر

نشر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020