عقار

د. سليمان الرويشد: كي لا يكون الحكم عليها عشوائياً!

د. سليمان الرويشد

وأعني هنا الأحياء السكنية، التي يشغل أكثر من خمسين في المئة من وحداتها الأفراد من الأيدي العاملة التي جلهم إن لم يكن كلهم من الوافدين، ووسم الكثير منا لهذه الأحياء السكنية بأنها “عشوائية “، خاصة بعد رصد العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا داخلها، وبأنه ينبغي اتخاذ القرار بعد انقضاء الأزمة بإزالتها وتسوية مبانها الحالية بالأرض، تمهيداً لإعادة تطويرها.

بداية ينبغي الاتفاق على تعريف “الحي العشوائي” لنستطيع الحكم على تلك الأحياء العمالية – إن صح التعبير – بأنها عشوائية أم لا؟ فحسب معرفتي المتواضعة أن الحي العشوائي – سكنياً كان أو خلاف ذلك – هو الحي الذي لا يستند في قيامه لأسس نظامية، سواء في التملك أو التخطيط أو ترخيص البناء، بمعنى أن المباني القائمة في الحي العشوائي لا يملك من أنشأها الأرض التي أقيمت عليها تلك المباني، كما أن ذلك الحي العشوائي لم يخضع تقسيم أراضيه إلى مخطط تنظيمي، ناهيك عن أن يكون نظامياً في حد ذاته، يضاف إلى ذلك أن مباني الحي العشوائي أقيمت دون ترخيص بالبناء، وفق المعايير التخطيطية والتصميمية المعتمدة.

فإذا اتفقنا على تعريف الحي العشوائي، وفق تلك الأسس الثلاثة المذكورة، فإنه ليس بالضرورة أن كل الأحياء السكنية التي تقطن في وحداتها العمالة الوافدة حالياً هي عشوائية، بل نسبة ليست بالقليلة منها هي أحياء نظامية، تملكاً وتخطيطاً وترخيصاً بالبناء، باستثناء الأحياء السكنية الطينية القديمة بالطبع في العديد من مدننا التي كانت تخضع لظروف مراحلها التاريخية، إلا أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها تلك الأحياء التي تمتلأ بالعمالة الوافدة، هي اكتظاظ وتكدس وحداتها السكنية بإعداد من القاطنين بها يزيدون عن المعايير الصحية في إشغالها، ومن ثم ليس هو بالخيار الوحيد، ولا بالسليم أيضاً في اعتقادي إزالة تلك الأحياء وتسوية مبانيها السكنية بالأرض ومن ثم إعادة تطويرها، فهي في الواقع تمثل أحياء قائمة يوجد بها حد أدنى من الخدمات والمرافق، ورصيد من الوحدات السكنية التي تلبي الإمكانية الاقتصادية لذوي الدخل المحدود على السكن بها تملكاً أو استئجاراً، من ثم ما نحتاجه فقط هو اتباع المعايير الصحية في إشغال الوحدات السكنية بتلك الأحياء حالياً، وتطبيق تلك المعايير على الفور – ما أمكن – والالتزام بذلك مستقبلاً. مع ضم تلك الأحياء بالطبع لبرامج التحسين والتجديد العمراني، بما يحفز ملاك الوحدات السكنية على مزيد من العناية بها صيانة وترميماً أو إعادة بناء.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020