عقار

د. أحمد المهندس: أنسنة المدن.. التحدي والمستقبل

د. أحمد المهندس

أنسنة المدن مصطلح مهم وحيوي يهدف لجعل المدن أكثر ملاءمة للإنسان، يشعر فيها أنه يعيش في مدينة صديقة له، وليس مجرد مكان يقيم فيه، مدينة تخدمه وتمكنه من الاستمتاع بحياته، وتطوير إمكاناته ومزاولة حياته الفكرية والعملية والاجتماعية.

وأنسنة المدن تجعل المدينة صديقة للإنسان، وألا تكون عبارة عن علب إسمنتية، بل ينبغي أن يسعى جميع المختصين لتعزيز البعد الإنساني في جميع مشروعاتهم لتطوير المدينة، وجعلها أكثر جاذبية لحياة الإنسان.

ويعد تطبيق أنسنة المدن من الأمور الصعبة، خاصة في المدن القائمة، والتي صممت فعلياً لتخدم وسائل النقل الحديثة، خاصة السيارات، وعدم النظر إلى وجود الإنسان كعنصر أساسي في التخطيط والعمران.

إن طريقة النقل الأساسية في المدن تؤثر بشكل كبير على شكلها وتخطيطها وكثافتها السكانية، والخدمات المقدمة، بالإضافة إلى البنية التحتية. وهذا ما يمكن أن نشاهده في عدد من المدن السعودية، وخاصة مدينة الرياض. وقد ساهمت قروض صندوق التنمية في توسع المدن، مما جعل توفر الخدمات أمراً مكلفاً، وضاعت فرصة الإنسان في مدن صديقة تلبي جميع احتياجاته.

ويعد مشروع المدن الإنسانية أحد المشروعات المهمة في أنسنة المدن، حيث تتشارك فيه 12 مدينة في الاتحاد الأوروبي تحت مسمى (تحدي مقياس المدينة) والذي يحاول فيه المختصون أن يخططوا لتجارب حضرية لاستعادة السكان لمدنهم، وجعل الحياة فيها أكثر ملاءمة لمعيشة الإنسان، ويركز المشروع على جودة الحياة في المدن، بدلاً من تحديد شكل المدينة الفيزيائي.

وتتبنى المدينة الإنسانية عدداً من القيم والمبادئ ومنها الاستدامة والألفة والتعاطف والرفاهية والعيش المشترك والجماليات والتضامن والاحترام والترفيه..إلخ.

إن المدينة التي تتعاطف مع سكانها وتحترمهم سوف تلبي احتياجاتهم من أصغر فرد إلى أكبرهم، ومن الأشخاص العاديين إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه المدن تغذي روح الإنسان وخياله من خلال تجارب حسية تلامس وجدان الإنسان وحواسه الخمس، وهي مدن لا تخدش شعور الإنسان وتجعله عرضة للضوضاء المفاجئة أو التلوث البصري والروائح غير المرغوب فيها، إنها مدن تمنح الإنسان مكاناً يشعر فيه بقيمته وإنسانيته، ولا تجعله قزماً بين مبانٍ إسمنتية عملاقة.

والمدينة المستدامة توفر للإنسان مقومات الحياة المستدامة، وتمنحه الخيال لتصور ما يحدث حوله من نشاطات أو مشاهد رائعة. لقد كانت المدن نتاج التخطيط العمراني فقط، أما الآن فهي تتجه لتصبح نتاج شراكة بين المعماريين والمصممين والفنانين وعلماء الاجتماع والمثقفين وغيرهم، لكي تتضافر الجهود لجعل المدينة ملائمة للإنسان بشكل يثري حياته.

إن أنسنة المدن موضوع مهم ويحتاج إلى مزيد من تضافر الجهود، ولعل المؤتمر الدولي الأول الذي تنظمه هيئة تطوير المدينة المنورة (في الفترة 21-24 شعبان 1439) بجامعة طيبة سوف يلقي الكثير من الضوء على التوجهات العالمية الحالية في مجالات أنسنة المدن وجعلها صديقة للإنسان.

المصدر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020