خيبة أمل.. حكيم الإسكان

يتداول السعوديون في «الواتس آب» قصّة حكيم الإسكان وهي قصة خيالية مُلخّصها أنّ رجلاً مهمومًا اشتكى إلى أحد الحكماء عدم امتلاكه منزلاً، فقال له الحكيم: سأسألك سؤالين فأصدقني القول، هل جئتَ إلى هذه الدنيا ومعك منزل؟ فقال الرجل: لا، فقال الحكيم: وعندما تموت وتترك الدنيا، هل ستأخذ معك منزلك إلى الآخرة؟ فقال الرجل: لا، فقال الحكيم: سبحان الله! شيءٌ لم تأتِ به، ولن يذهب معك فلماذا توليه كلّ هذا الهمّ؟!.

إنها قصّة تستحق التأمّل، ومغزاها بالطبع هو حث المواطن على الزهد والقناعة، وألاَّ يصيبه الهمّ بسبب عدم امتلاكه لمسكن، لكنها ذُيّلت بعبارة «مع تحيات وزارة الإسكان» وكأنّ الوزارة هي التي نسجت القصّة تغطيةً لإخفاقها في تنفيذ برامج الإسكان وتفضيلها وعْظ المواطن عن الزهد والقناعة، وهذا بالطبع غير صحيح، فالوزارة أكبر من ذلك، والقصّة يجب ألاّ تُزعجها، وأن تعتبرها حافزًا مهمًّا آخرَ، خصوصًا بعد تغيير وزيرها السابق، للإسراع في تنفيذ برامج الإسكان كما هو مطلوب، مُستغلّةً الدعم الكبير وغير العادي من خادم الحرمين الشريفين، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية!.

وهنا أدركت شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنها تتمنّى أن يتداول السعوديون قريبًا قصّة واقعية عن حكيمٍ يرى مواطنًا سعيدًا فيسأله عن السبب، ليُجيبه أنه امتلك مسكنًا، فيخيب أمل الحكيم ولا يعظْه عن الزهد والقناعة رغم قيمتهما الكبيرة!.