عقار

خالد المبيض: مستقبل الوساطة العقارية

خالد المبيض

يخطئ من يظن أن الوساطة العقارية لها طبيعة استثنائية بين الوساطات الأخرى كوسيط الأسهم أو وسيط سياحي وغيرها من آلاف الوساطات في مجالات مختلفة يعتاش منها ملايين البشر وتقوم عليها آلاف المنشآت في مختلف دول العالم، فالمبدأ في جميع الوساطات واحد وهو الحصول على عمولة أو رسوم مقابل توصيل مشترٍ جاد ببائع راغب عبر مهارات مختلفة أياً كان نوع السلعة فستبقى الفكرة من الوساطة نفسها.

للحديث عن مستقبل الوساطة العقارية يجب علينا الأخذ بعين الاعتبار ما حل بهذه المهنة في بعض الدول المتقدمة وما حل ببعض الوساطات المشابهة التي لا تختلف كثيراً عن مبدأ الوساطة العقارية، فلو أنني قلت لأحدكم قبل 5 سنوات من الآن فقط أنه سيكون بإمكان الجميع حجز مقعد طائرة واستخراج بطاقة الصعود وحجز فندق وسيارة بسائق كل ذلك عبر جوالك الخاص دون تدخل بشري وخلال مشوار الذهاب إلى المطار لشكك البعض بالأمر، وهذا ما حصل خلال تلك الفترة القصيرة، ولكن ما زاد من فضولي هو ما حل بالملايين الذين كانوا يعتمدون على الوساطة السياحية كمصدر وحيد للدخل، فهل وجدوا مصدراً آخر؟ وهل كانوا أصلاً يتوقعون هذه المنافسة الشرسة التي جاءت من خارج دولهم ولم تمهلهم كثيراً؟ قد تكون الأمثلة المشابهة لما حل بوساطة السياحة كثيرة لو تفكرنا بها ولكن الأهم هل وساطة العقار بمنأى عن هذا التسونامي؟

للجواب عن هذا السؤال لن أتناول الصعوبات التي تواجه صناعة الوساطة العقارية يوماً بعد الآخر ولا التغيرات التي طالت سلوك المستهلك من بائع ومشترٍ والتي لا يسع المجال لسردها، ولكن يكفي أن أتحدث فقط عن تقنية جديدة ستعصف بجميع أنواع الوساطات بمختلف أنواعها وفي وقت قياسي وهي تقنية (Block Chain) وهي بكل بساطة منصة عملاقة توثق الأشخاص وكل ما يملكون عبر هوية رقمية لهم وتقوم بالربط بينهم وتسهيل عمليات التعامل والتداول فيما بينهم دون الحاجة إلى تدخل وسطاء بهدف تسريع العمل وتقليل الكلفة ومنع الخطأ البشري والأهم منع التجاوزات غير القانونية لتلك التعاملات دون النظر لحجم الضرر الذي ستخلفه هذا التقنية على ملايين الأشخاص الذين يعتبرون الوساطة مصدر رزقهم الوحيد ستحولهم إلى عاطلين، وهذه التقنية ستكون خلال الفترة القريبة هي الأساس لغالب التعاملات في جميع دول العالم ولن يستطيع أحد أن يتعامل مع الآخرين إلا من خلالها.

إذاً يتضح لنا أن مستقبل الوساطة العقارية التي نعرفها اليوم في طريقها إلى الزوال وبالتالي سنشهد اختفاء أسماء كبيرة من الكيانات والشركات المختصة في مجال الوساطة العقارية حول العالم، والأهم هو أن تسارع المستهلكين على اقتناء التقنيات الحديثة سيسرع في فنائها في زمن قياسي قد لا يتجاوز بضعة أعوام مما يحتم علينا البحث والتفكير في صناعات بديلة تستوعب هذا الكم الهائل من تلك الكفاءات التي ستفقد عملها في مجال الوساطة العقارية والتركيز على حلول تقنية وكسب مهارات تساعد الأجيال الجديدة على الحصول على مصدر دخل لها.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 31 يناير 2018 12:09 م

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020