عقار

خالد الجارالله: انحسار الاستثمار السكني

خالد الجار الله

منذ بداية الألفية الجديدة تغيرت مفاهيم التطوير والتسويق العقاري من الإطار التقليدي إلى إطار أكثر تنظيماً وتطويراً من خلال طرح أفكار لمشاريع سكنية متنوعة ومتعددة الاستخدامات مع خدمات إضافية من مرافق وخدمات ومراكز تجارية.

إلا أن المشكلة انحصرت في تطور فكر الشركات وادارتها للمشاريع والاستثمارات نفسها حيث انتجت لنا أفكاراً عديدة ولكن لم يطبق منها سوى ١٪‏.

يشترك في هذا التعطيل القطاع الخاص والقطاع الحكومي والأفراد بسبب النظرة الربحية الأحادية الجانب دون النظر الى احتياج وإمكانات المستهلك النهائي، من هنا كان للبناء الفردي قدم السبق على حساب التطوير الشامل ما عدا بعض المبادرات الخجولة من شركات التطوير العقاري الجادة.

واقع السوق يؤكد بانه لا يوجد شركة اكملت أكثر من مشاريع تتجاوز خمسة آلاف وحدة سكنية كحد اقصى والعوائق كثيرة ومتنوعة بين الفكر الاستثماري نفسه والبحث عن الربح وبيروقراطية الدوائر الحكومية المعنية بشؤون الإسكان مع عدم اقبال المستثمرين الاجانب على الدخول الى السوق رغم اعلان الشركات العالمية الكبرى عن مشاريع كثيرة قبل أكثر من ١٠ سنوات في عدة مدن رئيسية ولم نرَ لها انجازاً، وتحول فكر تطوير المشاريع السكنية الى تجارة أراض بيضاء أو أراض مطورة بجزء من الخدمات وبأسعار عالية جداً.

رغم ان الاستثمار والتطوير العقاري الصحيح ذو عائد استثماري جيد على المدى المتوسط والبعيد بحيث يمكن ان يحقق عوائد بنسبة ١٠ الى ١٥٪‏ سنوياً، الا ان العوائق خلال السنوات الماضية مثل غلاء اسعار الاراضي وبطء إصدار التراخيص تسببت في عزوف المستثمرين والمطورين عن تطوير المشاريع السكنية مع ضعف في قنوات التمويل العقاري وارتفاع نسب الفائدة على القروض.

اليوم الفرصة متاحة وذهبية لأي مطور عقاري جاد يرغب الاستثمار في هذا المجال مع التصحيح الذي يسود السوق العقاري ومنه انخفاض اسعار الأراضي الخام وزيادة العروض من قبل ملاكها من مؤسسات وافراد مع تنازل بعضهم وقبول طرح اراضيهم للاستثمار بطرق متنوعة مثل الدخول كشريك بالأرض أو تأسيس صندوق عقاري.

البناء الفردي ومشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أثبتت نجاحها فهي تبني ما بين وحدة سكنية واحدة الى 50 وحده كل سنتين وانجازها أفضل بكثير من معظم شركات التطوير العقارية التي نشأت قبل ٣٠ سنة وهذا يؤكد أن معظم العوائق مصطنعة فإمكانية انجاز مشاريع سكنية ميسرة وذات جودة مقبولة وتتواكب مع القدرة الشرائية للمواطن ومع حجم القروض المتاحة أمام المستهلك النهائي ممكنة.

فأسعار الأراضي اليوم اقل ومواد البناء منخفضة والفرص متاحة لمن يريد الإنجاز ويبدو ان هذا ما سيحدث خلال السنوات القادمة مع التصحيح الحاصل حيث يكون الإنجاز لشركات جادة وتنظر لما يحدث من تصحيح على انه فرصة يجب اقتناصها واستثمارها.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 7 مارس 2017 11:14 ص

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020